بدأ مساء الاحد الماضي عبر تطبيق شاهد ومساء أمس الاثنين على شاشة ام بي سي، عرض الجزء الخامس من مسلسل الهيبة الذي يحمل عنوان “الهيبة جبل” وهو من إخراج سامر البرقاوي (مخرج المواسم الأربعة السابقة) ومن بطولة تيم حسن، عبدو شاهين، منى واصف (وهم مستمرون من الأجزاء الماضية) وينضم إليهم كل من عبد المنعم عمايري وإيميه صيّاح وبول سليمان وعبيدو باشا وانطوان بلابان، فيما خرج اويس مخللاتي من الكاست بعد خلافه الكبير مع شركة الصباح المنتجة.
أحداث مشوقة ينتظرها جمهور المسلسل في آخر اجزائه التلفزيونية قبل ان ينتقل العام المقبل الى شاشة السينما (كما أُعلن سابقاً) حيث سنشهد في الموسم الخامس -كما يعدنا صناع العمل- مواجهات جبل التي لا تنتهي، ففي كل مرة يقفل باباً من الصراع يفتح أمامه أبواب. تستمر الأحداث من حيث انتهت، وتضيء على الحرب المفتوحة التي يشنها جبل على زيدان وشركائه رداً على جريمة هزّت بيته الداخلي، فإلى أين ستؤول هذه الحرب؟ وهل ينجح في الفوز أم سيتعرّض لخسارات جديدة في ضوء المؤامرت المستمرة واكتشافه أن الهيبة ترزح تحت خطر وجودي يضعها أمام معركة حياة أو موت؟
انطلق الجزء الخامس بمشهد يتعرف فيه جبل الى جثة أخيه صخر في المستشفى ليعود بنا المخرج ساعتين الى الوراء فنشهد حفل وضع حجر الأساس لمشروع سد مائي سيشيّد على أرض شيخ الجبل (سيتحول لاحقاً على ما يبدو الى منفذ تهريب بالغ الخطورة). وفي موازاة الحفل، يصطحب صخر زوجة صديقه علي الى المستشفى لتنجب ابنها (في حبكة غير مقنعة)، لكن الاثنين يقتلان جراء انفجار عبوة زُرعت على حافة الطريق. وكان الإعلان الترويجي الأول ل”الهيبة جبل” كشف مواجهة مرتقبة بين جبل وداعش. وركز الإعلان على تيم حسن بشخصية جبل وهو يخاطب البطلة النسائية في هذا الجزء سارة إبراهيم (ايميه صيّاح) بالقول: “عشنا هون حروب، وضروب بالطول وبالعرض، من أيام سلطان، بس بلا سياسية ما فيكي تكسبي حرب.” ويتابع بلهجةِ حاسمة: “وأنا هون قائد، والقائد بالمعركة ما بيصير يقلل من قيمة خصمه.. دولة إسلامية… عراق… شام… وهاد الخصم لازم نواجهه، ونسميه باسمه”.
إذا شئنا التمعن في تفاصيل الحلقة الاولى، لفتنا مجدداً إصرار صناع العمل على تذكيرنا بأن شخصيات المسلسل والجغرافيا المستعملة فيه من وحي الخيال، فيما شاهدنا جلسة لمجموعة من النافذين يتشاورون فيما بينهم في السبل المتاحة امامهم ل”تخليص” قسم من دولاراتهم الكثيرة المحتجزة في المصارف، ما يؤشر الى ان جغرافيا “الهيبة” هي لبنان بلا ما يقبل الشك. في المقابل، كان لافتاً ان اللوحة التي ازيح الستار عنها خلال وضع حجر الأساس لسد الهيبة، تشير الى ان التاريخ هو شهر نيسان ٢٠٢٠ واقيم الحفل بمشاركة مدير عام ممثلاً وزير الطاقة والمياه (رغم ان جبل ناداه بمعاليك) وحضور العشرات، فلماذا اختيار الشهر الرابع من العام الماضي لإقامة هذا الحفل علماً ان البلد كان مقفلاً حينها للتصدي لجائحة كورونا؟ فهل الانهيار الاقتصادي ضرب “الهيبة” لكن كورونا لم تصل اليها؟
الى ذلك، اختار الممثل اويس مخللاتي يوم انطلاق الموسم الخامس من “الهيبة” ليشن عبر لقاء تلفزيوني مع أخبار الآن هجوماً عنيفاً على العمل الذي خرج -بل أُخرج منه- مع نهاية الموسم الرابع، اذ تبرأ من دور صخر الذي جسده. وصرح مخللاتي أن رسالة المسلسل غير جيدة وتعتبر استرخاصًا لذوق الجمهور، ووجه تساؤلًا عن الثقافة التي يقدمها لجيل يعيش أساسًا في الحرب. وقال ساخرًا “يا اما حبيتك بالصيف، يا اما حبيتك بالشتي، وطلاق وخيانة”. وتساءل “ماذا قدم صخر للمجتمع؟ وللجيل المقبل؟ قدم تاجر مخدرات وسلاح.. وأن أي أحد يقول له كلمة يطلق النار عليه”. وألمح مخللاتي إلى أن مواطنه تيم حسن تخلى عنه وطعنه على حد تعبيره نتيجة عدم تدخل أي أحد من زملائه في المسلسل لحل الخلاف مع شركة الانتاج، وتحديدًا تيم الذي تربطه به علاقة صداقة، إذ قال “ليس مفاجئًا في الوسط الفني من طعنة في الظهر من أخ كنت تعتقد أنك تخاويت معه، ولكن بلحظة تظهر المصلحة الشخصية ويرمي كل شيء في الهواء”.
في أي حال، قطار “الهيبة” انطلق ولن يوقفه تصريح من هنا او انتقاد من هناك، فهو عمل يحظى بجماهيرية واسعة في معظم الدول العربية (واخيراً أعلن عن انتاج نسخة تركية من العمل)، لكن المؤسف ان شاشة ام تي في التي عرضت مواسمه السابقة لن تعرض موسمه الجديد بالتوازي مع ام بي سي وشاهد، لأسباب قد تكون مادية او متعلقة برغبة المجموعة السعودية في التفرد بعرض الاعمال الدرامية القوية قبل أي شاشة أخرى.
