… وسعد الحريري من قتله؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

قبل ثلاثة أسابيع على ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أعلن نجله الرئيس سعد الحريري قراراً لم يألف اللبنانيّون في تاريخهم مثيلاً له. خروج الزعيم الأول في طائفةٍ ما ليقول “أنسحب” هو حدثٌ مدوٍّ.

لا أحد يعلم، حتى الحريري نفسه، متى سيعود الى الحياة السياسيّة، أو إن كان سيعود حتماً. هو خروجٌ له أسبابه الكثيرة، السياسيّة والشخصيّة، الداخليّة والخارجيّة. لا يخوض الحريري، في اللقاءات التي يعقدها منذ عودته الى بيروت، في الأسباب الخارجيّة والشخصيّة. يقول “إنّه لم يعد يتحمّل”. لا يقصد بهذه العبارة فريقاً واحداً، بل يكاد يتّهم الجميع.

يعبّر الحريري عن انزعاجه الكبير من حزب الله، “الذي يأخذ البلد في مسارٍ تصعب العودة منه”. ومن وليد جنبلاط “الذييحمّله مسؤوليّة قرارات لم يتّخذها”. ومن سمير جعجع “الذي يحمّله مسؤوليّة وصول الرئيس ميشال عون بينما هو مسؤول أكثر منه عن ذلك”. وطبعاً منزعج من جبران باسيل، ليس لسببٍ أو إثنين، بل لمئة…

هذا بعض ما ينقل عن الحريري الذي يعرف جيّداً أنّ بعض المقرّبين منه تسلّقوا على جدران بيت الوسط، وحقّقوا ثروات وبلغوا مناصب، ثمّ أكملوا حياتهم وأعمالهم، بينما يعمل هو في أبو ظبي لتسديد ديونٍ متراكمة عليه.

قد يقولٌ قائلٌ: “آن لسعد الحريري أن يرتاح”. ولكنّ قرار الحريري بالأمس ليس إعلان راحة بل هو اعتراف منه بنجاح اغتياله السياسي الذي شارك فيه كثيرون في الداخل والخارج، ليس منذ أشهر، بل منذ سنوات، حين زار دمشق مرغماً، وحين دخل في تسوية رئاسيّة، وحين بات يجالس “الخليلين” في أمسيات بيت الوسط.

اغتيل الحريري لأنّه غالباً ما لم يجد مدافعاً عنه سوى نبيه بري. ولأنّه آثر الاعتدال بينما البلد غارق في جنون الطائفيّة.

كثيرون صدّقوا دموع الحريري بالأمس. لم يفعلوا ذلك، مثلاً، حين أدمعت عينا نجيب ميقاتي. سعد الحريري هو اليوم زعيم السنّة الأول، ولكنّه لن يبقى كذلك بعد أشهر. سينبت “حُرَيريّون”، وسيتمدّد حزب الله أكثر في الشارع السنّي، وقد نشهد، بعد فترة، رفع صورٍ لسعد الحريري مع شخصيّةٍ أخرى، كتمهيدٍ لتوريثٍ ما، بقرارٍ ما، من خارجٍ ما…

إنّه اغتيال. لا اسم آخر له. بعد رفيق الحريري الذي اغتيل بالجسد، يُغتال سعد الحريري سياسيّاً. المتورّطون هنا معروفون أكثر. المستفيدون أيضاً… والثاني زلزالٌ، ولو ليس بحجم الأول.

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر