لم تتأخر الرئاسة الثانية في لبنان بإرسال الرد الرسمي على الورقة الفرنسية حول مستقبل الوضع في الجنوب، وإمكانية إجراء ترتيب خاص منفصل عن الحرب الدائرة في غزة، وخلاصة الجواب اللبناني، بحسب مصدر واسع الاطلاع، هو “كناية عن عملية ربط نزاع مع الصديق الفرنسي، واعتبار الورقة أنها قاعدة لاحقة للنقاش، إلا أن الملاحظات التي بلغت 13 ملاحظة على مضمون بنودها نسفت كل مضمون الورقة ووضعتها أمام صياغة جذرية جديدة”.
وقال المصدر لصحيفة “الأنباء” الكويتية إن “الورقة الفرنسية هي بدل عن أساس غير ضائع، إلا أن أوان كشفه للعلن لم يحن بعد، أي الأفكار التي حملها الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين وأودعها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذه الأفكار صارت ملكا لكل من بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله دون غيرهما، مما يعني ان أي تطور فيما خص الوضع الجنوبي مرتبط مباشرة بالولايات المتحدة الأميركية على الصعيدين الإيراني والإسرائيلي، اذ ان طهران وتل أبيب ليستا بعيدتين عن الاستعداد للحل في الجنوب بضمانة أميركية في استعادة لتجربة ترسيم الحدود البحرية”.
وأوضح المصدر نفسه أن “الاهتمام الأميركي الأساسي هو في ملف الانتهاء من ترسيم أو تثبيت الحدود البرية، ولا فرق عند واشنطن ان حصلت التسوية في ظل وجود أو عدم وجود رئيس للجمهورية، وأيضا لا يتوقف الأميركي عند السجالات اللبنانية حول مسألة ربط الرئاسة بجبهة الجنوب والتسوية أو الفصل بين الرئاسة والتسوية، والجانب الأميركي مهتم بعقد تسوية مع جهة لبنانية ضامنة تماما كما حصل في الترسيم البحري، اذ مع مضي نحو سبعة اشهر على الحرب لم يتجاوز “حزب الله” قواعد الاشتباك المتصلة بمنصات الغاز التي لم تتعرض لأي خطر”.