عقد وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، مؤتمراً صحافيًّا في قصر الصنوبر في ختام زيارته لبنان، حضره مديرة دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية آن غريو، وسفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو وحشد من الاعلاميين.
وقال سيجورنيه بداية: “أنا في الشرق الأوسط مجددا، وجولتي الثانية تبدأ هنا في لبنان، ومنذ بضعة أسابيع تكلمنا عن التصعيد واليوم التصعيد هنا. إن أولوية ومسؤولية فرنسا هي في الحفاظ على لبنان، باسم العلاقات التي تجمع بين بلدينا وشعبينا وباسم تطلعات المنطقة بأكملها، وكذلك بأسم ما ينتظره منا شركاؤنا”.
ورأى أن “الازمة طالت كثيرا”، وقال: “نحن نعمل لنتفادى أن تعصف في لبنان حرب إقليمية، وندعو الاطراف كافة إلى ضبط النفس، ونرفض السيناريو الأسوأ في لبنان الذي هو الحرب.
إننا نقول لكل الفاعليات اللبنانية إنه يتعين على كل واحد منها أن يفعل كل ما بوسعه وان يتحمل مسؤولياته، فلبنان بحاجة لأمن ولمؤسسات شغالة ولاصلاحات، إن المواطنين والمواطنات اللبنانيين يطالبون بذلك”.
وقال: “نحن سنستمر بتجنيد قوانا بشكل كامل لكي يخرج لبنان من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يجتازها. هذه الأزمة طالت كثيرا، كذلك لتفادي أن تعصف بلبنان حرب إقليمية”.
واعتبر سيجورنيه أن “ليلة 13-14 نيسان شكلت منعطفا مقلقا لنا جميعا، ونحن نوجه نداء للجميع لضبط النفس”.
أضاف: “نحن نرفض السيناريو الأسوأ، في جنوب لبنان الحرب موجودة حتى إن لم تكن تسمى باسمها. المدنيون هم الذين يدفعون الثمن، ولا أحد من مصلحته أن يستمر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، هذه هي الرسالة التي نقلتها هنا إلى دولة رئيس الوزراء والى رئيس مجلس النواب وكذلك إلى قائد الجيش، وهذه هي الرسالة التي سأرسلها يوم الثلاثاء إلى إسرائيل”.
وتابع: “كنت صباح اليوم الى جانب جنود الوحدة الفرنسية في قوات “اليونيفيل” وأود ان أحيي بقوة التزامهم، إن “اليونيفيل” تلعب دورا حاسما لتفادي السيناريو الأسوأ وكل الأطراف يجب أن تسمح “لليونيفيل” بأن تقوم بمهامها كاملة. وسنستمر كذلك إلى جانب شركائنا في دعم الجيش اللبناني، نحن ندعمه وسنستمر بدعمه، إن العودة إلى الاستقرار تمر عن طريق إعادة انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان. واخيرا يحب أن نستغل الفرص الديبلوماسية متى أتيحت، والهدف من خارطة الطريق التي اقترحتها في شهر شباط الماضي للسلطات اللبنانية وللسلطات الإسرائيلية هو التوصل إلى تطبيق كامل وشامل من قبل جميع الأطراف لقرار مجلس الأمن رقم 1701″.
أضاف سيجورنيه: “ان العمل جار حاليا، ومنذ بضعة ايام استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون في باريس، وكان له اتصال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد أخذت الملاحظات اللبنانية بالاعتبار بالكامل، وان جهودنا لن تضعف والمشاورات ستستمر. وهذه الجهود ستثمر خاصة إذا كانت المؤسسات اللبنانية قائمة، فمن دون رئيس جمهورية منتخب ومن دون حكومة كاملة الصلاحيات لن يدعى لبنان إلى طاولة المفاوضات، وقد قالها الرئيس ماكرون منذ بضعة أيام لرئيس الوزراء اللبناني، يجب أن تكون هناك يقظة حقيقية، فرنسا تقول هذا بقوة وجدية بخاصة وأنها تقف الى جانب لبنان واللبنانيين”.
وردا على سؤال عن التعديلات التي طرحت على الورقة الفرنسية، قال سيجورنيه: “نحن قدمنا اقتراحات لكافة الشركاء وسننتظر الرد الاسرائيلي يوم الثلاثاء، وبالتالي من الصعب أن اجيب على السؤال قبل يوم الثلاثاء، لقد أخذنا اقتراحات وتعديلات الجانب اللبناني وسوف نفعل كذلك للإسرائيليين. وأود ان اشدد ان المسألة الجارية ليست مفاوضات تقودها فرنسا، ولكن في نهاية المطاف يجب ان يتم التوصل إلى اتفاق، وفي كل الأحوال سنعود الى هذه المقترحات، واردت ان أبدا جولتي هنا في لبنان كي نبين الأهمية التي نعلقها على لبنان ونبين أننا نقف الى جانبه”.
وعن من يضمن تطبيق إسرائيل كامل مفاعيل القرار 1701، اجاب: “في ما يتعلق باستخدام كلمة التصعيد، التصعيد قائم وموجود، ولو لم يكن هناك حرب في غزة لكنا وصفنا ما يحصل في جنوب لبنان على أنه حرب، وهذا ما رأيته في زيارتي لمقر “اليونيفيل” صباح اليوم. اما في ما يتعلق بمحادثاتنا الجارية حاليا، فنأمل ان تسمح للأطراف أن تتوصل الى اتفاق وتقدم لنا اقتراحاتها وان نسمع منها ردها على اقتراحاتنا، نحن نعمل من أجل السلام، واعرف بأن السلام صعب وهناك حاجة لبذل مجهود ديبلوماسي، وأنا مؤمن بأننا نسير على الدرب الصحيح، وأن هذا الالتزام مناسب لجميع الأطراف، وسوف نستمر في عملنا الديبلوماسي، لأن هدفنا تحقيق السلام وتفادي اشتعال المنطقة، ولكن التصعيد موجود”.
وعن الفريق الذي يعرقل الانتخابات الرئاسية، وهل يمكن لها ان تضمن تطبيق القرار 1701؟ أجاب: “لقد اجبت على هذا السؤال سابقا، نحن نعمل ليكون هناك رئيس، وهذا ما نطلبه، لأن هناك حاجة لرئيس لمعالجة عدد من المواضيع التي هي بحاجة لاطار مؤسساتي لحلها، عندما يتم التفاوض وعندما يكون هناك سلام، لا يمكن أن تطبق كل هذه الاتفاقات من دون وجود رئيس لبناني، ومن اجل لبنان ومن اجل مصلحته ومن اجل وحدة اراضيه نواصل العمل، ولكن القرار هو لبناني وليس لفرنسا ان تملي من هو المرشح، فاللبنانيون هم من يختارون رئيسهم”.
وردًّا على سؤال كيف يمكن لفرنسا ان تخفف العبء عن لبنان في ما خص موضوع النازحين السوريين، قال سيجورنيه: “ان فرنسا تدرك تماما ان وجود اللاجئين السوريين هو ثقل على لبنان منذ بداية النزاع في سوريا، وندرك أن المسألة حساسة جدا، وأن هناك توترات تنتج منها، وتتمنى فرنسا ان يعود اللاجئون السوريون الى بلدهم، ولهذا يجب أن تعمل كل الأطراف المعنية لكي تكون العودة ممكنة بشكل طوعي وآمن ووفقا للقانون الدولي”.