ميقاتي يسعى إلى شبكة أمان أميركية – أوروبية!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

كشفت مصادر سياسية أنه يجب أن يوضع في الحسبان احتمال توسيع إسرائيل ردّها على إيران ليشمل جنوب لبنان، وقالت إن هذا الاحتمال لم يأتِ من فراغ، وإن مصدره أكثر من سفير أوروبي في لبنان يواكبون المواجهة المشتعلة بين إسرائيل و”حزب الله”، التي أخذت تتجاوز حدود إسناده لحركة “حماس” في غزة إلى فتح الباب أمام التهديد بالخروج عن قواعد الاشتباك، ويمكن أن تكون عيّنة مما ستؤول إليه المواجهة امتداداً لرد تل أبيب على الهجوم الإيراني.

ولفتت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن المخاوف من اتساع الحرب جنوباً ستكون حاضرة بامتياز في لقاء ميقاتي بماكرون، في محاولة لاستقدام الضغوط الأوروبية لمنع تفلت الوضع العسكري بشكل تصعب السيطرة عليه. وقالت إن لبنان يراهن حالياً على التدخل الأميركي لدى تل أبيب لمنعها من الرد على طهران بلا ضوابط، بخلاف الهجوم الإيراني الذي بقي محدوداً ومكّن إسرائيل من استيعابه بمساعدة واشنطن وعدد من الدول الأوروبية التي أسقطت معظم المسيرات والصواريخ وهي في طريقها إلى هدفها.

وأكدت هذه المصادر أن ما يتطلع إليه ميقاتي في اجتماعه بماكرون يكمن في تأمين شبكة أمان أوروبية – أميركية للبنان، تضمن له عدم تطاير شظايا الهجوم الإسرائيلي على إيران لتطال جنوب لبنان، وقالت إن لا مصلحة لـ”حزب الله” بأن يُستدرج إلى توسيع الحرب، وأن هناك ضرورة إلى التجاوب مع النصائح الغربية التي أُسديت له مباشرة أو من خلال الحكومة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي جو بايدن هو من يشرف شخصياً على “هندسة” الرد الإسرائيلي ليأتي محدوداً، أسوة بالهجوم الإيراني الذي أُعلم به بواسطة سفير سويسرا لدى طهران؛ كون بلاده تتولى إدارة الشؤون والمصالح الأميركية في غياب التمثيل الدبلوماسي بين واشنطن وطهران.

ورأت المصادر أن لا مصلحة لبايدن في لجوء إسرائيل إلى شنّ هجوم على طهران يمكن أن يؤدي إلى توسعة المواجهة العسكرية في المنطقة، وأن هناك ضرورة إلى ضبطه ليبقى محدوداً وتحت السيطرة، وأن انقطاع التواصل بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية لا يعني، مهما كانت الاعتبارات، أنهما على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية، طالما أن السفارة السويسرية هي من تتولى التواصل بينهما إلى جانب الدور الذي تتولاه سلطنة عمان.

وقالت المصادر نفسها إن إيران، لا تسقِط من حسابها أن يتمكن بايدن من الضغط على إسرائيل للتعامل معها بالمثل في ردّها على الهجوم الذي استهدفها، أي أن يبقى محدوداً تحت سقف التعادل في تبادلهما للهجوم. وأكدت أن إيران ليست في وارد الانقطاع عن التواصل بالواسطة مع الإدارة الأميركية الحالية، وهي تتعاطى في ملف العلاقات الشائكة بينهما من زاوية قراءتها للمسار العام للتحضيرات للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

ولم تستبعد مصادر سياسية محسوبة على محور الممانعة وجود رغبة لدى بايدن في الدخول في مهادنة مع إيران، وهذا ما يفسّر، كما تقول لـ”الشرق الأوسط”، جنوحه نحو تدوير الزوايا ودعوته إسرائيل إلى ضرورة الاكتفاء برد محدود يمكنه توظيفه في استرداد تأييده من قبل الجاليات العربية والإسلامية في معركته الرئاسية ضد ترمب.

وبكلام آخر، فإن إيران، كما تقول المصادر السياسية، تواكب تصاعد المنافسة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والحالي بايدن، ولن تجد حرجاً مع تصاعد المواجهة بينهما في تفضيلها التجديد للأخير لولاية رئاسية ثانية، انطلاقاً من تقويمها بأن علاقتها معه تبقى أقل سوءاً مما هي مع ترمب.

وفي هذا السياق، تصنّف المصادر نفسها تشدُّد بايدن في الضغط على إسرائيل لمنعها من التفلُّت بلا قيود في ردّها على إيران، في خانة استمالتها لانتزاع تأييدها له ضد منافسه ترمب، لكنها لا تسقِط من حسابها إمكانية قيام إسرائيل باستهداف مواقع لإيران و”حزب الله” في سورية لاختبار رد فعلها؛ استباقاً للرد الذي تعد له في عقر دارها، على ألا تترتب عليه تداعيات تدفع باتجاه تصعيد المواجهة لتشمل المنطقة، وهذا يبقى الشغل الشاغل لدى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي في ضغطها على إسرائيل لضبط إيقاع ردها بما يضمن استيعابه.

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار