دعوهم يثوروا، وانتم ثوروا تصحوا!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

كتبت الدكتوراه في الإعلام وعلوم الإتصال,
د. سالي حمود: في موقع “لبنان اليوم”:

دعوهم يثوروا، وثوروا تصحوا!

ثورة، حراك،، انتفاضة، مظاهرة، فورة، تجمع، لا تهم التسميات..
ببساطة، وبعيدا عن الفلسفة والتحليل، شباب لبنان لا يريدون العيش كما عاش اهلهم، قبائل في كهوف الطائفية السياسية، والطائفية الفكرية ، والطائفية النفسية يلتهون باصطياد قوتهم اليومي وتأمين “الملجأ” لليوم الثاني فيتلهّوا عن تأمين عيش كريم لانفسهم.

عاش افراد تلك القبائل مبعدين عن ذاتهم وغارقين في عقائد بالية أنتجت اضمحلال فكري يعيد تكرار التجارب السياسية في لبنان وتوريثاتها.
ونقطة على السطر!

اما جيل اليوم فهو ينتفض على قبيلته قبل ان ينتفض على “دولته” . ولكن الحق يقال لم تنفع حصص التربية المدنية و ترديد النشيد الوطني في المناسبات الاجتماعية في ارساء مبادئ المواطنة وفهم المسؤولية الاجتماعية وتأطير العمل الاجتماعي من العمل السياسي.
هذا الجيل بات مشككا بالتاريخ والجغرافيا، فكيف بالتربية المدنية؟

انه جيل الثورة المستدامة العابرة للشوارع والساحات والخارجة عن الأطر المألوفة للثورات عبر التاريخ التي يعاير فيها منظرو الثورات جيل اليوم في ثورتهم واسسها وآلياتها وعناوينها.

اسمع الكثير من الانتقاد لهؤلاء الثائرين حول الاتفاق على اسم موحد للثورة او عنوان موحد لها او مطالب متفق عليها مسبقا او خطة عمل جماعية او قيادة بارزة لها. وقد اكون انا من بين من انتقد بعض الاداءات في مناسبات معينة. ولكن ذلك النقد البناء لا يتقاطع، لا من قريب ولا من بعيد، مع تلك الانتقادات العبثية بهدف التنظير او التحطيم او التحجيم او التقسيم او غيرها من الاسباب الذاتية والجماعية والسياسية..واللائحة تطول.
فقبل محاضرة الجيل الجديد حول ماهية الثورة ومفاهيمها وانتقاد ادائه فيها علينا العزم على فهمه، ومن ثم فهمه من اجل افهامه كيفية ادارة هذه الثورة

لا يحلو لهم الحديث عن العناوين والمفاهيم والمبادئ.
ولا يحلو لهم التنظير حول الآليات والأدوات والمقاربات..
ولا تستهويهم التفاصيل..فالشيطان يكمن في التفاصيل.. لا بل لهم هي الشيطان بحد ذاته.

هذا الجيل يحارب طواحين الهواء، كل الثوار دون كيخوت يحاربون طواحين هواء السياسة ورموزها القبلية والدينية والمدنية التي تفرز انظمة مهترئة تقتات على احلام شبابها.

لم تعد تهمهم القيادة ولا ما يوالفها من انبهار والهام..
لم تعد تعنيهم السلطة وما تحويها من رموز تخويفية او انضباطية
لا يبحثون عن مخلص واحد ولا مخرج محدد و لا تكتيك معين

جل مايهمهم العيش في مساحة وطن يحمل مستقبلا بين طيات ماضيه الدفين المعقد، ومستقبله المرتهن لكل خارج وداخل.
دعوهم ينتفضوا على ماضي اهلهم الذين سلموا لهم مقابل المساومة عليه، مستقبلا قاتما، مجهولا، مخيفا.

لا الماضي يطفىء غضبهم في تحايله عليهم وابتزازه لهم في سجل قيدهم، ولا العيش في الحاضر يهدىء من هلعهم على امنهم وملجئهم وغذائهم و اموالهم، ولا المستقبل يطمئنهم على غدهم واحلامهم وطاقاتهم

دعوهم يثوروا، دعونا نثور..
اليوم هو يوم ضائع بين البارحة وغد.
اليوم ليس مهما لكم لانكم اليوم تعيشون اما محتجزين في الماضي ورموز قبائله البالية، او مذعورين من المستقبل خوفا من تزعزع الكهف وتفكّك القبيلة.

دعوا اليوم لهم وخذوا كل الايام
اولئك الثائرون لا يريدون ماضيكم ولا المستقبل الذي تريدون، كل ما يريدونه هو محاولة خلق واقع جديد ولو آني والانعتاق من تحمل اعباء قراراتكم.

دعوهم يثوروا، وانتم ثوروا تصحوا.

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر