روسيا “تتساقط” في أوكرانيا “حبّة حبّة” فهل يفتح الاتحاد الأوروبي أبوابه لتركيا؟!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

  • انطون الفتى – أخبار اليوم

ما هي الجدوى من استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا بعد اليوم، غير إسقاط المزيد من الضحايا، والتسبّب بمزيد من الدمار، وبتهجير الشعب الأوكراني، وذلك بعدما سقطت أهداف روسيا فيها، الواحدة تلو الأخرى.

بدأت روسيا حربها على أوكرانيا، بحجّة منع تلك الأخيرة من الانضمام الى “الناتو”، والى الاتّحاد الأوروبي. وها ان كييف تقترب من أوروبا أكثر، فيما يقترب حلف “شمال الأطلسي” من روسيا أكثر، وبشكل أسرع. فسقوط الرّفض التركي لانضمام فنلندا والسويد الى الحلف، يوسّع الحدود المشتركة بينه وبين روسيا من نحو 700 كيلومتر، إلى أكثر من 1900 كيلومتر.

عضلات

فأين هي تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عشيّة إطلاق صواريخه على أوكرانيا، في شباط الفائت؟

وما هي الجدوى من تهديدات وزير خارجيّته (سيرغي لافروف) المتعطّش للدّماء، و(الجدوى) من تحذيرات المتحدّث “بإسم قصره” (الكرملين) (ديمتري بيسكوف)، و(الجدوى) من تصريحات نائب رئيس مجلس أمنه القومي (دميتري ميدفيديف) الذي “يتفجّر” كرهاً للغرب، وغضباً منه، و(الجدوى) من مطالعات “ديبلوماسيّة البلاط العظيمة” (ماريا زاخاروفا) اليوميّة أو شبه اليومية، صاحبة معارك وانتصارات “الأخضر واليابس”، على الأوكرانيين والغربيّين، بعدما بات “الناتو” على “أنفاس” روسيا أكثر، وبعد أشهر من عرض العضلات العسكرية الروسية في أوكرانيا؟

فهل من منفعة بَعْد، من جراء محاولة فرض الاستسلام الكامل على كييف؟ وهل من استفادة روسيّة من “مَسْح” أوكرانيا عن خريطة العالم، رغم أن تلك الخطوة لن تُضعِف الحضور “الأطلسي” في جوار روسيا؟

محاكمة البطريرك

وماذا عن هدف موسكو من الحرب، المتمثّل بالدّفاع عن الأرثوذكسيّين في أوكرانيا، من ممارسات “النازيين الجُدُد”؟

فهذا الهدف سقط بدوره، ومنذ أسابيع، بإعلان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التي كانت لا تزال تابعة لروسيا، قطع علاقاتها ببطريركية موسكو، واستقلالها التامّ عنها، بسبب الحرب الروسيّة نفسها، وصولاً الى حدّ مطالبة مئات الكهنة في صفوفها بمحاكمة كنسيّة للبطريرك كيريل (بطريرك روسيا)، بسبب موقفه من الحرب، الذي يتعارض مع الوصيّة الإلهيّة “لا تقتل”.

“عا خوانيقو”؟

أما في التكتيك، فإننا نجد الحرب الروسيّة تسقط على هذا الصّعيد، أيضاً.

فما هي الجدوى من الحصار الروسي للموانىء الأوكرانية، ومن فصل أوكرانيا عن البحر بما يحوّلها الى دولة فاشلة اقتصادياً، و(الجدوى) من السرقة الروسية للحبوب والموارد والثروات الأوكرانية، بما يمكنه أن يهدّد بمجاعة عالمية، طالما أن ليتوانيا، وبتطبيق بسيط للعقوبات الأوروبية، قادرة على الإمساك بـ “جَيْب” كالينينغراد الروسي، “عا خوانيقو”؟

وماذا عن الاستفادة من التهديد الروسي للعالم، بين “دول صديقة” (هي بمعظمها بلا كرامة، تدعم الدموية الروسية في أوكرانيا، بألف شكل وأسلوب وذريعة)، وأخرى “غير صديقة”، بعد رفض النرويج السماح بمرور البضائع الى المستوطنات الروسية في سفالبارد، ورفض أوسلو طلب روسيا استبعادها من العقوبات؟ وبالتالي، فإن أسلحة روسيا ضدّ الغرب، هي نفسها التي يستعملها هذا الأخير ضدّها، وبسهولة، ورغم “استعراضاتها” الدموية في أوكرانيا.

دونباس

أشار العميد المتقاعد جورج نادر الى أن “روسيا لن تربح حربها على أوكرانيا، ولن تخسرها، أي انها لن تحقق أهدافها منها، ولكن من دون أن تخرج مهزومة”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “الحرب تنتهي في إقليم دونباس، وبمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، تقبل كييف بموجبها التنازل عنه لموسكو. فهو إقليم يحوي إثنية روسيّة، ويقع على حدود روسيا. كما أنه غنيّ بالموارد الطبيعية والحبوب، ما يدفع الروس الى القبول به كحلّ”.

تسوية

وأوضح نادر أنه “من الناحية العملياتية، فشلت الحرب الروسيّة على أوكرانيا. فمدّة الاحتلال خرجت عن مهلة الثلاثة أسابيع، وعن تقديرات الجنرالات الروس. وبالتالي، باتت موسكو تنظر الى ضمّ دونباس في عام 2022، كخطوة تشبه ضمّها لشبه جزيرة القرم في عام 2014. وهي تسوية مقبولة لوقف الحرب”.

وأضاف:”هنا، لا انتصار، ولا هزيمة، بل تسوية، تحصل أوكرانيا بموازاتها على الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، وربما الى حلف “الناتو” في وقت لاحق، بمعيّة إبرام معاهدة صلح وعَدَم اعتداء مع روسيا. وبهذه الطريقة، ستتقبّل موسكو أكثر توسّع “الناتو” على حدودها في فنلندا، والسويد أيضاً. فهذا هو المخرج المقبول الذي لا يكسر روسيا، ولا يُخرجها من الحرب مُنتصرة”.

وأضاف:”انتصار روسيا في أوكرانيا سيكون انتصاراً على الغرب، وهذا ليس مسموحاً لها، لأنه سيمهّد لاحتلال صيني لتايوان. والهزيمة الروسية في أوكرانيا ليست مسموحة في موسكو أيضاً، لكون روسيا دولة كبرى. وبالتالي، فإن التسوية هي الحدّ الأدنى المقبول لدى الجميع”.

تركيا

ورأى نادر أن “سقوط “الفيتو” التركي على انضمام فنلندا والسويد الى “الناتو”، قد يمهّد الطريق أمام تركيا مستقبلاً، لقبولها في الاتحاد الأوروبي، رغم “الفيتوات” الأوروبية السابقة عليها، على هذا المستوى”.

وختم:”حلم أنقرة هو الانضمام الى هذا الاتحاد. وخطوتها تجاه فنلندا والسويد، قد ترتبط في بعض مضامينها، بإظهار أنها (تركيا) وقفت الى جانب أوروبا في الحرب، وهو ما قد يمهّد لقبولها في الاتحاد الأوروبي، ولإدخالها منطقة “اليورو”، وسقوط المحاذير الإيديولوجية الموجودة في الفكر الأوروبي، تجاهها”.

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار