جمعت الرئيس الشهيد رفيق الحريري علاقة قوية مع سنّة بعلبك الهرمل، كانت بداياتها منذ تشكيل اول اطار تنظيمي لحركة القوميين العرب في بعلبك الهرمل.
ارتبطت بالرئيس الشهيد مجموعات من الفعاليات من مختلف الطوائف وهو قدّم مساعدات متنوعة شملت معظم البلدات من دون تمييز، ما ازعج القوى السياسية المحلية انذاك، لاسيما بعد ان تولى رئاسة الحكومة. وبعد استشهاده، زحفت القرى والبلدات الى الساحات رغم الوجود السوري الضاغط في بعلبك الهرمل.
انتقل هذا الولاء والتأييد الى الرئيس سعد الحريري، وبقي السنة بأكثريتهم الساحقة يوالونه ويمنحونه الدعم ويستجيبون لقراراته، بالرغم مما اصابه من تراجع نتيجة التسويات السياسية، الا انه بقي الاقوى كمرجعية للسنّة في لبنان.
وكان لقرار الحريري وقعه المثير على منطقة بعلبك الهرمل، أحزاباً وعائلات من مختلف الطوائف المتواجدة في المنطقة، لأن لهذا القرار تداعيات على الصعيد الوطني في ظلّ الازمة السياسية والاقتصادية والامنية التي ترمي بثقلها على المواطنين وتهدد وجودهم.
وهو وضع كافة القوى السياسية في السلطة وخارجها امام قرار كبير يتعلق بمكوّن اساسي في المعادلة اللبنانية، وفي الاستحقاق النيابي القادم من حيث المشاركة او الدعوة الى المقاطعة وعدم الاقتراع.
فالرئيس الحريري وتيار المستقبل، وان كانا في المعادلة يمثلان مرجعية سياسية للسنّة في لبنان، لكن هناك الكثير من المعارضين من ابناء الطوائف الاخرى لهم علاقات جيدة وانتماء سياسيّاً لتيار المستقبل في منطقة بعلبك – الهرمل.
ان قرار الحريري بالانكفاء السياسي وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية ترشيحاً، يضع كوادر التيار امام لحظة حرجة لا سيما في مسألة الترشح. فالتفتيش عن بدائل ليس بالامر البسيط عدا عمّا يتركه عند جمهور “التيّار” والعائلات السنيّة، لأنّ معظم العائلات والمجموعات تأخذ بعين الاعتبار قرار الرئيس الحريري بشأن الانتخابات، ترشيحاً واقتراعاً، وهذا الامر حصل في انتخابات عام 2018 حيث صبّت غالبيّة اصوات السنّة لمصلحة مرشحي المستقبل.
ستكشف انتخابات 2022 مزاج الشارع السنّي وبأيّ اتجاه سيقترع ام سيقاطع. ولكن اذا طال الانكفاء السياسي للرئيس الحريري سيضع الشارع السنّي امام مسؤوليات جديدة وخطوات جديدة.
والسؤال اليوم: هل ستبقى الطائفة السنيّة في بعلبك الهرمل في حالة انتظار ومراوحة الى أمدٍ طويل؟ أم ستُتّخذ خيارات تحالفيّة جديدة بمعزلٍ عن موقف تيار المستقبل؟
