تعتبر اللحوم جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للكثيرين حول العالم، إلا أن تناول كميات كبيرة من اللحوم قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة. وفي هذا المقال، سنتناول نظرة عامة على تأثيرات تناول كميات كبيرة من اللحوم على الجسم.
وفي السياق. لا يزال الجدل العلمي حول تأثير تناول اللحوم في صحة الإنسان محتدما. بينما لم يتم التوصل إلى إجابة قاطعة مدعومة بالأدلة، خلص العديد من الباحثين والخبراء إلى أن استهلاك كميات كبيرة من اللحوم قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض صحية مختلفة.
موقع “ريدرز دايجست” يسلط الضوء على بعض هذه المخاطر، ونستعرضها هنا، مع طرح سؤال هام: ما هي الكمية المناسبة من اللحوم التي يمكننا تناولها؟
وفقا لمؤسسة القلب البريطانية، فإن كمية البروتين التي يحتاج اليها الإنسان هي 0.75 غرام لكل كيلوغرام من جسم الإنسان، أي ما يعادل 45 غراما من البروتين للسيدات المتوسطات الوزن، و55 غراما للرجال المتوسطي الوزن. وهذا المقدار يعادل حصتين يوميا من اللحوم، أو الأسماك، أو المكسرات، أو التوفو. والحصة الواحدة من البروتين تقريبا ملء راحة يدك. وبعض الإرشادات الحديثة توجه الأشخاص لاختيار مصادر البروتينات النباتية في كثير من الأحيان وتقليل البروتينات الحيوانية.
ماذا يحدث لجسمك حين تتناول كمية كبيرة من اللحوم؟
- الشعور بالنعس والخمول: إذا كنت تبحث عن مصدر طاقة يستمر معك طوال يومك، فستجد أن البروتين يتمتع بسمعة جيدة في هذا السياق، ولكنك قد تصدم من أن الوجبات الغنية باللحوم بشكل كبير قد تجعلك خاملا بعض الشيء، إذ يحتاج هضم البروتين الى وقت أطول، وبالتالي لن يوفر لك الطاقة التي تريدها بشكل فوري كما تفعل الكربوهيدرات التي تهضم بشكل سريع. هذا ما أشارت إليه المتحدثة باسم الأكاديمية الأميركية للتغذية وعلم التغذية كارولين باساريلو لموقع ريدرز دايجست. فالغلوكوز هو مصدر الطاقة للدماغ والعضلات وتناول البروتينات بطيئة الهضم قد يؤخر إمداد دماغك بالطاقة اللازمة ليعمل كما يجب، الأمر الذي قد يسبب لك الشعور بالتعب.
- إذا كنت تتناول كثيرا من البروتين، فمن المحتمل أنك تبخل على نفسك ببقية المجموعات الغذائية. لا يتوافر فيتامين “سي” (ذو الأهمية لصحة الجلد والشعر) بكميات كبيرة في المنتجات الحيوانية، وبالتالي فإنك قد تعاني نقصا في هذا الفيتامين المهم في حال تناولك كميات بروتين كبيرة على حساب ما يجب عليك تناوله من الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين “سي”. ولفيتامين سي دور مهم في صناعة الكولاجين. يعطي الكولاجين هيكلا للجلد، والشعر، والأظافر، والعظام. وفي هذا السياق، تشير اختصاصية التغذية جينا برادوك، في حديثها لموقع ريدرز دايجست- إلى أن الأشخاص الذين يعانون نقص فيتامين “سي” يكون مظهر جلدهم خشنا.
- الإمساك: الخضراوات والفواكه لا تزودك فقط بفيتامين سي، بل تزودك أيضا بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي. وتتوافر الألياف أيضا في الحبوب الكاملة. ويعد الإمساك أول نداء استغاثة يطلقه جسمك ليخبرك أنك بحاجة الى الألياف التي لا توفرها اللحوم.
- صحة قلبك في خطر: تقوم الألياف التي يسبب غيابها الإمساك، بدور مهم في منع جسمك من امتصاص الكوليسترول، وبالتالي فهي تحمي قلبك. تناولك للحوم الحمراء والمعالجة بكميات كبيرة على حساب الأغذية الغنية بالألياف سيزيد الأمر سوءا، لأن هذه اللحوم تحوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، التي تزيد من تركيز الدهون الضارة المعروفة بالدهون منخفضة الكثافة. وارتفاع نسبة هذه الدهون في الدم تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- صعوبة محاربة الالتهاب: تفتقر اللحوم لمضادات الأكسدة، وهي مواد تحارب الالتهاب الذي قد يحدث في الجسم. وإن تناول الأغذية الملونة من خضراوات وفواكه يعطي الجسم مضادات أكسدة مختلفة تحمي الجسم. وتناول حصتين من الخضر والفواكه على الغداء ومثلها على العشاء، بالإضافة الى حصة واحدة على الفطور وحصة إضافية كوجبة خفيفة، يضمن حصول جسمك على كمية كافية من مضادات الأكسدة.
- حصوات في الكلى: البروتينات الحيوانية غنية بالبيورينات التي تعد مادة طبيعية غير ضارة توجد في عدد من الأطعمة، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية. وتتحطم البيورنات داخل الجسم وينتج عنها حمض اليوريك الذي يزيد من احتمال الإصابة بحصى الكلى وعدد من الأمراض الأخرى، مثل مرض النقرس. والأشخاص المنتمون الى عائلات لديها تاريخ مرضي بمشاكل الكلى عليها الحذر من تناول كميات كبيرة من اللحوم.
- زيادة احتمال الإصابة بالسرطان: تشير عدد من الدراسات إلى علاقة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بتناول اللحوم الحمراء بكميات كبيرة، في حين يزيد تناول اللحوم المصنعة بشكل منتظم بغض النظر عن الكمية من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة وسرطان القولون والمستقيم.
لذلك، يُنصح بتناول اللحوم بشكل معتدل والتوازن بينها وبين مصادر البروتين النباتية الصحية مثل البقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة. كما يُشجع على اتباع نمط غذائي متنوع يتضمن الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وممارسة النشاط البدني بانتظام للحفاظ على صحة جيدة.
