بعد دراسة أظهرت علاقة سم العقارب بمحاربة المتغيرات الجديدة لفيروس كورونا المستجد، كان لـ”العربية.نت” لقاء خاص مع أحد العلماء المشاركين في الدراسة وهو الدكتور محمد عبد الرحمن، أستاذ علم السموم الجزيئية وعلم وظائف الأعضاء في قسم علم الحيوان بكلية العلوم بجامعة قناة السويس.
وحول سبب اختيار سم العقارب تحديداً وعلاقته بكورونا وما توصلت إليه الدراسة حتى الآن، أشار دكتور محمد إلى أن سم العقرب الخام هو مزيج معقد من المركبات الكيميائية وأهمها يعرف بالبيبتيدات (Venom Peptides)، وهي تنقسم إلى عدة أقسام منها البيبتيدات أو السموم العصبية وكذلك السموم الخلوية.
أضاف أن فكرة الدراسة تعتمد على فصل وتطوير مركبات جديدة وفعالة من سموم العقارب المصرية لمقاومة فيروسات كورونا باستخدام أحدث الطرق التكنولوجية في هذا المجال أو ما يطلق عليه تقنيات الفينوميكس (Venomics).
قتل الخلايا السرطانية
ويشير الدكتور محمد إلى أن العقرب يستخدم هذه السموم كوسيلة دفاع وأيضاً في اصطياد الفرائس وعملية التغذية، لافتا إلى أنه تم إثبات عدة تأثيرات بيولوجية ودوائية لهذه السموم معملياً، منها قدرتها على قتل الخلايا السرطانية والميكروبات الممرضة كما أن مجموعة من السموم أثبتت فعالية كبيرة معملياً في مقاومة أنواع مختلفة من الفيروسات.
سموم العقارب وكورونا
وتابع قائلا إن سموم العقارب المقاومة للفيروسات تمتلك القدرة على تثبيط دخول الفيروسات الخلايا.. وبعضها قادر على وقف نشاط وتكاثر الفيروسات داخل الخلايا، وقد تم نشر هذه الأبحاث في مجلات علمية متخصصة”.
وأوضح أنه ولهذا السبب تم اختبار تأثير سموم العقارب (كمصدر غير تقليدي) على فيروسات كورونا وغيرها.. وذلك على أساس علمي سليم، مع إمكانية تطوير هذه المركبات كعوامل علاجية ضد فيروسات كورونا بعد الانتهاء من جميع التجارب المعملية والسريرية.
وتابع أستاذ علم السموم الجزيئية للمجموعة البحثية بقسم علم الحيوان بكلية العلوم، أن جامعة قناة السويس تعمل منذ 2013 في هذا المجال، لكن مشروع كورونا بدأ منذ عام 2020 وذلك بالتعاون مع جامعة أبردين بإسكتلندا، وما زالت الدراسة مستمرة لاستكمال جميع التجارب المطلوبة.
وفي نهاية حديثه، أوضح الدكتور محمد عبد الرحمن أن سموم العقارب الخام وأيضاً المركبات المفصولة منها أظهرت معملياً تأثيرات فعالة على عديد من المشاكل المرضية كما أظهرت تأثيرات دوائية مختلفة مثل قدرتها على مقاومة الخلايا السرطانية والميكروبات وأيضاً قدرتها على تخفيف الآلام والالتهابات. وقال: “من أهم المركبات التي دخلت التجارب السريرية هو سم الكلوروتوكسن (Chlorotoxin) المفصول من سم أحد العقارب الموجودة في مصر، هذا السم يستخدم في تشخيص وعلاج أورام المخ (glioma).
وحول موعد انتهاء الدراسة وإمكانية تعميمها، أشار عبد الرحمن، إلى أنه وبعد الانتهاء من جميع التجارب المعملية الخاصة بالمركبات المفصولة وتجريبها على حيوانات التجارب وتوضيح آلية عملها، تأتي التجارب السريرية ويقوم بها علماء وباحثون متخصصون في هذا النوع من الدراسات.
