مريم حرب
موقع الـMTV
هذه السطور الى وزير الاقتصاد والتجارة راوول نعمة. من أين لنا الـ”نعمة”، وقد اكتوينا في جهنم الأسعار.
صولات وجولات لحماية المستهلك، ضبط من هنا وتفلت من هناك.
ها هو وزير الاقتصاد يُغرّد عن السلة الغذائية المدعومة وينشر صورة عنها.
معاليك، ألم تهزك صور “برادات” اللبنانيين الفارغة؟
هناك من انتحر لأنّ “الجوع كافر”، وهناك من سرق ليطعم ولده وهناك من قايض ليؤمّن الحليب لطفله.
هل قمت فعلاً بجولة على السوبرماركات والمحال؟ على الأرجح لم تفعل لأنك لو فعلت لرأيت أشخاصاً يحملون الغرض ومن ثم يعيدونه الى الرف. لكنت وقفت مستغرباً وأنت تسمع إحدى الأمهات وهي تحاول أن تشرح لابنتها التي لم تتجاوز الست سنوات أن ما اختارته مضر بصحتها! لانصدمت بالأب الذي يطلب من ابنه أن ينتظره في السيارة كي لا يُحرجه فما بجيبه إلاّ 20 ألفاً وقد عدها على الصندوق ألفاً وراء ألف. لو فعلت لكنت لمست طمع التجار الذين لا دين لهم، فهم لم يسمعوا بالسلة الغذائية ولا بدعم الحبوب والمواد الأساسية…
معاليك، منقوشة الزعتر بـ3 آلاف ليرة. وإذا نسينا اللحم الذي لامس الـ90 ألفاً والدجاج الذي وصل إلى 25 ألفاً ورحنا نشتري الحبوب فالصدمة أكبر وهذه عينة: كيلو فصولياء بـ16000 والحمص بـ13000، كيلو العدس بـ8 آلاف وعلبة معكرونة بـ6 آلاف…
معاليك، بالإضافة إلى القوت اليومي هناك مواد تعد من الحاجات اليومية، على سبيل المثال: مسحوق غسيل الثياب 2 كلغ بـ19500، مسحوق غسل الصحون بـ11605، معجون أسنان بـ16000… وهذه كلها عيّنة من إحدى السوبرماركات، والفاتورة ستختلف بين سوبرماركت وأخرى تبعدان عن بعضهما مئات الأمتار.
المحال التي تبيع الخضار والفاكهة تشتري البضاعة من المزارع بـ1000 أو 1500 لتبيعه أقله بـ6000.
من يراقب ومن يحاسب؟
ماذا ننتظر ممن رفع سعر الخبز وربطه بالسوق السوداء؟!… أندرجه بنداً على لائحة الانجازات!
هل تُمد طاولة الغداء مع عائلتك من هذه السلة الغذائية؟
معاليك، ما من لحمٍ ولا دجاج ولا خضار ولا حبوب ولا معلبات ولا خبز ولا فواكه على طاولة نصف الشعب اللبناني. فقط الفتات إن وجد!
السلة الغذائية المدعومة في ناحية والمحال والسوبرماركات والتجار والأسعار، والدولار والليرة في ناحية أخرى.
معاليك، رأفة بالجائعين اقرن السلة الغذائية بتدابير تلجم ارتفاع الأسعار. كن “انتحارياً” وأوقف التجار عند حدّهم، وخذ من جيبهم بدل جيب الفقير.
