نوّاب الـ “روح روح… تعا تعا”!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

في مجلسنا النيابي أكثر من صنفٍ من النوّاب. منهم من نفتخر بهم، يكدّون ويشرّعون، وعند الخدمة، في البلد المنهار، يحضرون. وفيه نوّاب “كمالة عدد”، إن تحدّثوا بانت سخافتهم، وإن غابوا لا تشعر بغيابهم، وإن لمحت وجه بعضهم رحت تبحث عن اسمه، وإن وجدته لا تجد فعلاً مجدياً لصاحبه.

وفي المجلس النيابي أيضاً صنف من النوّاب يصلح أن نصفهم بنوّاب الـ “روح روح، تعا تعا”. هؤلاء النواب هم غالباً أعضاء في الكتل النيابيّة، وقد بلغوا النيابة بفضل رصيد رؤساء كتلهم لا بناءً على كفاءة ولا تقديراً على مجهود.

هؤلاء النواب لا يناقشون رئيس تكتّلهم. إن ذهب يميناً ذهبوا معه، وإن جنح يساراً جنحوا. إن تحدّث أحدهم أسكته رئيس التكتل. “هوّي

بيحكي عنّن”. وإن كتب لهم تغريدة غرّدوها، وإن رسم لهم مساراً مشوا فيه، وإن قال لهم احتجبوا عن الشاشة احتجبوا. وإن قال احتجبوا عن هذه الشاشة لبّوا النداء، كالخاضعين.

هؤلاء النواب لا قيمة لهم، لا في التشريع ولا في التفكير. لا اقتراح، ولا فكرة، ولا مساهمة، وهم كالدجاج حول ديك كتلتهم، هو يصيح وهم يجلسون في القنّ، حتى يسمح لهم رئيسهم بالخروج.

هؤلاء النواب، وإن لم نسمّهم، إلا أنّنا نعرفهم واحداً واحداً، ونسخر منهم في جلساتنا، ونعرف أيضاً أنّ رئيسهم يفضّل هذا الصنف من النواب، لأنّه يريد أن يقرّر لوحده وأن يبقى متقدّماً على الآخرين. أناه تنتصر، ومن بعده الطوفان.

من هؤلاء النواب من يسمع الكلمة. ضع ورقةً بيضاء فيضع. اخترع اسماً لتكتبه فيخترع. وهؤلاء هم من ساهموا في تحويل جلسات الانتخاب الى مهزلة، وقد بلغت قمّتها أمس مع التلاعب بالأسماء. ما فعله بعض نوّاب التيّار الوطني الحر مثلاً استخفاف بأهميّة جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة، في بلدٍ يزداد انحداراً. وقد سبقهم على ذلك نوّابٌ من كتلٍ إخرى، أو من المستقلّين.

ختاماً، مهما خجلنا وسخرنا من هذا الصنف من النوّاب، إلا أنّنا نجد ما يغفر لهم ما ارتكبوه. فقد انتُخبوا من قبل الشعب، وأحياناً “هيك شعب، بدّو هيك نوّاب”…

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار