ارتداء القناع والحفاظ على التباعد الاجتماعي أمران مهمان من أجل حماية نفسك والآخرين من فيروس كورونا -ولكن هل تعلم مدى خطورة الحصول على قصة شعر مقارنةً بالذهاب إلى باربكيو مع الأصدقاء في الهواء الطلق؟ هناك أنشطة ترفع فرص الإصابة بكورونا أكثر من غيرها نمارسها بشكل شبه يومي.
ورغم أن الطريقة الوحيدة لحماية نفسك بنسبة 100% هي عن طريق عزل نفسك عملياً عن المجتمع، لكنّنا نُدرك أنّ غالبية الناس لا يعيشون بهذه الطريقة، بينما يتعيّن على بقيتنا التفاعل مع الآخرين بطريقةٍ أو أخرى إبان الجائحة، سواءً من أجل شراء البقالة أو استلام طلبات الطعام.
إن كُنت تُعاني من نقص المناعة مثلاً، أو تُقيم مع شخص مناعته قليلة؛ فيُنصح بالابتعاد عن كافة الأنشطة مرتفعة الخطورة.
ووفقاً لإرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، نعدد فيما يلي الأنشطة التي ترفع فرص الإصابة بكورونا.
بدورها تقول خبيرة الأمراض المعدية الدكتورة ساندرا كيشا لموقع Cnet الأميركي: “هناك خطورةٌ نسبية في غالبية هذه الأنشطة، وهي خطورةٌ تعتمد على أمرين: البيئة المحيطة، وطبيعة ما تفعله داخل تلك البيئة”.
ونظراً لانعدام سيطرتك على الأحداث في البيئة المحيطة خارج منزلك؛ يعتمد معدل الخطورة بنسبةٍ كبير على الظروف الفردية، مثل وجودك داخل منطقة بها معدلات إصابة مرتفعة.
أنشطة ترفع فرص الإصابة بكورونا:
1- السفر الجوي
معدل الخطورة: مرتفع
سبب الخطورة: يجب أن تتجنّب السفر الجوي تماماً حتى العثور على لقاح أو علاج للفيروس، إلّا في حالات الضرورة القصوى.
وأوضحت ساندرا: “تكون المطارات عادةً من الأماكن عالية التوتر. إذ يقلق الناس دائماً حيال تفويت رحلتهم، واجتياز التفتيش الأمني -وهناك الكثير من مصادر تشتيت الانتباه. ونحتاج إلى التركيز من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي وارتداء القناع وتعقيم اليدين، لكنّنا نفقد ذلك التركيز سريعاً بسبب تشتيت انتباهنا وسط الضجيج ومحاولاتنا لتحديد مسارنا. لذا تذهب القواعد أدراج الرياح في هذه المواقف، حتى لدى الأشخاص ذوي النوايا الحسنة”.
وتكمُن مشكلة المطارات الأخرى في أنّك تُصادف أشخاصاً من مختلف أنحاء العالم، وربما وصل أحدهم من إحدى المناطق ذات معدلات الإصابة المرتفعة حاملاً معه الفيروس.
وحين تصير على متن الطائرة؛ يستحيل الابتعاد مترين عن الآخرين، حتى وإن كان المقعد المجاور خاوياً.
وأوضحت ساندرا: “لا يتحرّك الهواء حين تجلس داخل الطائرة في انتظار إقلاعها. وإذا شغّلت المروحة الموجودة فوق رأسك، فلن تُحرّك الكثير من الهواء أيضاً. ويكون المناخ حينها مثالياً بما يكفي حتى ينقل شخصٌ واحد العدوى إلى كافة ركاب الطائرة”.
كيفية تقليل الخطورة: إن كنت مضطراً للسفر، فيجب أن ترتدي القناع طوال الوقت. وحاول حجز تذكرة في رحلة أقل ازدحاماً، حتى وإن لم يكُن توقيتها مثالياً. وابحث عن شركة طيران تتعامل مع الفيروس بجديةٍ أكبر، وتُحدّد سعة الركاب، إلى جانب إجراءات التنظيف العميق.
وحين تصعد إلى متن الطائرة، تأكّد من مسح مقعدك وطاولتك جيداً باستخدام المناديل المطهرة. وعند دخول الحمام، لا تنس غسل يديك جيداً واستخدام معقم اليدين بعد لمس الأسطح التي يُمكن للآخرين لمسها أيضاً.
لا يتحرّك الهواء حين تجلس داخل الطائرة في انتظار إقلاعها. وإذا شغّلت المروحة الموجودة فوق رأسك، فلن تُحرّك الكثير من الهواء أيضاً/ istock
2- تصفيف الشعر
معدل الخطورة: مرتفع
سبب الخطورة: ربما يبدو الأمر غير ضار على الإطلاق، لكن تصفيف الشعر على لائحة “أنشطة ترفع فرص الإصابة بالكورونا”؛ فهناك شخص غريب على مقربة مقربةٍ شديدة -أقل من مترين- لمدةٍ تتجاوز الـ15 دقيقة من شخص قد يكون مصاباً بالفيروس.
كيفية تقليل الخطورة: يجب أن لا يكون الصالون مزدحماً، ويجب أن يكون جيد التهوية، ويُبقي الأبواب والنوافذ مفتوحة حتى يتدفق الهواء النقي. كما يجب تشغيل المراوح ومكيفات الهواء حال وجودها.
وتُحدّد الكثير من الصالونات عدد العملاء المسموح لهم بالتواجد داخل الصالون في نفس الوقت، بينما تُلزم بعضها كافة مصففي الشعر والعملاء بارتداء الأقنعة.
3- تناول الطعام داخل المطعم
معدل الخطورة: متوسط-مرتفع
سبب الخطورة: يُمكن لتناول الطعام داخل المطعم أن يكون محفوفاً بالمخاطر لعدة أسباب مختلفة. أولاً، لأنّ البقاء داخل مكان مغلق وعلى مقربة من الآخرين يُعرضك لخطر لقاء أشخاص يحملون الفيروس.
بينما يساعد الهواء الطلق على تحريك جسيمات الهواء سريعاً، مما يُقلّل فرص استنشاقك جسيمات هواء تحمل الفيروس.
وأخيراً، يُمثل التواجد بالقرب من مقدمي الطعام خطراً كبيراً لأنّك تتحدّث إليهم وتتفاعل معهم على مقربةٍ شديدة عدة مرات.
كيفية تقليل الخطورة: يكمُن أفضل خياراتك في أخذ وجبتك والعودة إلى تناولها في المنزل. وثاني أفضل خياراتك هو تناول الطعام في الهواء الطلق.
كما يجدر بك الاطلاع على إرشادات السلامة وبروتوكولات النظافة الخاصة بالمطاعم.
وتُحدّد الكثير من الصالونات عدد العملاء المسموح لهم بالتواجد داخل الصالون في نفس الوقت/ istock.
4- لقاء الأصدقاء في المنزل
معدل الخطورة: متوسط-مرتفع
سبب الخطورة: تعتمد خطورة لقاء الأصدقاء في المنزل على عدد الأشخاص، ومدى معرفتك بهم، وحجم تعرّضهم لأشخاص آخرين قبل لقائهم بك.
وإذا كانت لديك دائرة أصدقاء تعلم أنّهم مسؤولون في ما يتعلّق بالتباعد الاجتماعي، وتجنّب الخروج والمجموعات؛ فسوف تكون أكثر أماناً معهم مقارنةً بصديق لا يبدي اهتاماً للأمر.
إذ تُشجّع السلطات الصحية، مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، على الحدّ من لقاء الأصدقاء في المنزل قدر الإمكان. إذ يسهل نشر الفيروس في الأماكن المغلقة لأنّ الناس بحكم العادة يتقاربون، ويتحدثون، ويلمسون أسطحاً مشتركة أكثر مثل الأبواب والطاولات والمقاعد وغيرها.
ويقترح بعض الخبراء أنّ الحفلات، وغيرها من تجمعات الأصدقاء والعائلة، في المنزل تتسبّب في عددٍ كبير من الحالات الجديدة.
كيفية تقليل الخطورة: حين يأتي الأصدقاء إلى منزلك، اطلب من الجميع ارتداء الأقنعة. وحدّد عدد الأشخاص حتى تتمكنوا جميعاً من الحفاظ على التباعد الاجتماعي المناسب.
ويُنصح بمزيدٍ من الانتقائية عند إرسال الدعوات، ويُمكن الاكتفاء حالياً بدائرة الأصدقاء المقربين المسؤولين. وإن عجزت عن فعل ذلك، فيجب أن تلتقيهم في الخارج وليس داخل المنزل.
5- الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية
معدل الخطورة: متوسط
سبب الخطورة: كانت صالات الألعاب الرياضية من أوائل الأعمال التجارية التي أعادت فتح أبوابها بعد الإغلاق بسبب فيروس الكورونا، لكنّها ليس الوجهات الأكثر أماناً في الوقت الحالي بالضرورة.
إذ يعتمد الأمان أولاً وقبل كل شيء على مساحة الصالة، ومدى ازدحامها، وقدرتك على الابتعاد بما يكفي عن الآخرين.
وأوضحت ساندرا: “تختلف صالات الألعاب الرياضية عن غيرها من الأماكن لوجود عدد كبير من الناس الذين يلهثون في الوقت ذاته، ونحن ندرك أنّ الزفير القوي يدفع بالجسيمات الفيروسية لمسافةٍ أبعد. كما يصعب التحكم في مسألة عدم ارتداء الغالبية للأقنعة أثناء التدريب، لذا سيكون هناك المزيد من الزفير القوي في الهواء”.
كيفية تقليل الخطورة: تنصح ساندرا بالتأكّد من عدم ازدحام الصالة قبل الذهاب.
كما تنصح أيضاً بالتأكد من وجود تكييف هواء جيد داخل الصالة، واتّخاذها تدابير أخرى لضمان تدفّق الهواء الجيد والسلامة.
ويجب أن تتأكد أيضاً من مسح كافة الأجهزة قبل وبعد لمسها، مع تجنّب استخدام الأدوات المشتركة التي يصعب تنظيفها بعد كل استخدام -مثل أشرطة المقاومة.
6- شراء البقالة
معدل الخطورة: متوسط-منخفض (حسب البيئة المحيطة)
سبب الخطورة: من الأفضل اختيار متجر يُحدد سعة العملاء المسموحة داخله، مما سيشعرك بأمانٍ أكبر. فكلما زادت فترة وقوفك بالقرب من شخص في طابور أو أثناء اختيار الطعام؛ زادت خطورة تعرّضك للفيروس.
كيفية تقليل الخطورة: يُنصح باختيار المتاجر الأقل ازدحاماً وزيارتها خارج أوقات الذروة. كما يُمكن التحقّق من اتّخاذ المتجر لتدابير إضافية، مثل: تركيب الحواجز الزجاجية أو البلاستيكية بينك وبين الكاشير، وتنظيف عربات البقالة بعد كل استخدام.
7- تناول الطعام في الهواء الطلق
معدل الخطورة: منخفض-متوسط
سبب الخطورة: مصدر القلق الرئيسي عند تناول الطعام في الهواء الطلق هو أنّك ستضطر لخلع قناعك، كما ستظل مضطراً للتعامل مع مقدمي الطعام.
كيفية تقليل الخطورة: تأكّد من الجلوس على طاولات متباعدة جيداً. وتحقّق من أنّ المطعم يمنح الأولوية للنظافة، وصحة الموظفين، وارتداء جميع العاملين الأقنعة.
كما يجب أن ترتدي قناعك قدر الإمكان، خاصةً أثناء الحديث أو انتظار الطعام.
8- لقاء الأصدقاء في الهواء الطلق
معدل الخطورة: منخفض-معتدل
سبب الخطورة: إن كنت تنوي الاختلاط؛ فإنّ الاجتماع بالأصدقاء في الهواء الطلق هو خيارك الأمثل لفعل ذلك.
كيفية تقليل الخطورة: كما هو الحال مع اللقاءات المنزلية، حاول تحديد عدد الأشخاص حتى تتمكنوا من الحفاظ على التباعد الاجتماعي. وسيظل من الضروري ارتداء القناع، وتشجيع الناس على غسل أيديهم، وتوفير معقم اليدين.
9- الذهاب إلى الحديقة
معدل الخطورة: منخفض
سبب الخطورة: يُعَدُّ الذهاب إلى الحديقة نشاطاً منخفض الخطورة لأنّك تكون في الهواء الطلق، وتمتلك مساحةً أكبر بينك وبين الآخرين في الظروف المثالية.
لكن معدل الخطورة يرتفع في حال ازدحام الحديقة، وعدم ارتداء الناس للأقنعة، أو تجاهلهم للتباعد الاجتماعي.
كيفية تقليل الخطورة: تقول ساندرا: “أعتبر الحدائق من البيئات منخفضة الخطورة طالما التزمنا بارتداء الأقنعة والحفاظ على قاعدة التباعد مترين”.