هكذا سيكون رئيس الجمهورية…

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

مع ان الحقبة السياسية في البلاد حكومية بامتياز في ضوء سعي الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد انتهاء استشاراته النيابية الى تشكيل حكومة سريعا، بدليل تقديمه صيغة للرئيس ميشال عون خلال اقل من 18 ساعة على لقائه آخر نائب في البرلمان، بيد ان طيف الاستحقاق الرئاسي يظلل تحركات ومواقف القوى السياسية كلها، في السر كما في العلن، حتى ان بعضها لم يخفِ ابان الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا انه لم يسمِاحدا “لأنها مش حرزانة”.

عمليا، تدخل البلاد بعد شهرين بالتمام المدار الرئاسي، فمطلع ايلول المقبل يفترض انطلاق مشوار البحث عن الرئيس العتيد. لكنّ احدا لم ينتظر هذا الموعد. الجميع، من كل الاتجاهات والمشارب والانتماءات السياسية منخرط في عملية استقصاء وتحر عن هوية “الانتحاري” الذي سيقبل خوض تجربة محاولة انقاذ وطن غارق في الفساد والانهيار والعجز، وطن قابع في قعر جهنم، يستحيل اخراجه منها الا بأعجوبة، هي كناية عن اطاحة منظومة بكاملها تسببت بانهياره، فيما اعاد الشعب انتخابها بمعظمها، منظومة يملك المتحكمون بأمرها سلاحا غير شرعي يرهّبون به الشعب وسائر القوى السياسية، ان هي لم ترضخ لهم، ويغطون على ممارسات حلفائهم استجداء لغطاء طائفي وسياسي يحتاجونه لمحاولة شرعنة انفسهم وسلاحهم.

المعروف، لا بل المؤكد في لبنان، ان رئيس الجمهورية ليس خيارا لبنانيا بحتا، انما تعود الكلمة الفصل فيه للعواصم الكبرى وتحديدا واشنطن بمباركة فرنسية وفاتيكانية عادة. في حين كان لطهران رأيها في آخر الرؤساء، حتى انه يمكن القول انها فرضت من تريد. هذا الزمن تحوّل، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية”، اذ لم يعد لايران حق الاختيار بل “الفيتو” ان فُرِض من يناصبها العداء الشديد لا اكثر. وتقول: ان العواصم الكبرى حددت مواصفاتها المفترض ان تتوافر في من سينتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية للسنوات الست المقبلة والواجب ان تكون حقبة انتقالية من الانهيار الى الانقاذ. هذه المواصفات لا تنطبق على من يحاول البعض ايصاله بصفقة سياسية او استنادا الى اجندات خارجية. اما تجربة الرئيس القوي فلن تتكرر ولا رئيس حزبيا مهما بلغت قوته شعبيا . ان لبنان يحتاج الى رئيس من خارج الفلك السياسي الحالي، شخص ملمّ بالوقائع المالية والاقتصادية، واقعي ، يدرك من اين تبدأ رحلة اعادة بناء الدولة وهيكلة مؤسساتها ووضع حد للصفقات والنزف المالي غير المجدي. اما مقولة من اين نأتي به، فليست صائبة، وتهدف فقط الى محاولة التسويق لشخصيات سياسية معروف سلفاً انها عاجزة عن تنفيذ برنامج الاصلاح وتغيير الواقع المبكي للبنانيين النائحين على وطنهم.

وتنقل المصادر الدبلوماسية عن مسؤول غربي قوله “ان رئيس جمهورية لبنان الجديد سيكون نتاج التغيير الحاصل في المنطقة وتبدّل موازين القوى. رئيس يتماهى مع دور وهوية لبنان، الذي سيتحدد في ضوء التطورات الدولية والاقليمية، لاسيما بعد القمة الخليجية- الاميركية التي ستعقد في الرياض منتصف تموز المقبل بمشاركة مصر والاردن والعراق ويحضرها الرئيس الاميركي جو بايدن، كما حصيلة المفاوضات النووية غير المباشرة التي استؤنفت في قطر بين الايرانيين والاميركيين بعدما نزلت طهران عن شجرة شروطها ومطالبها وحطت على ارض الواقع المستجد بفعل الحلف العربي- الاميركي- الاسرائيلي الناشئ وما قد يترتب جراءه.

وتضيف “ان الخيار الاكثر ترجيحا يقضي باختيار شخصية من بين مرشحين كثر يجولون في الخارج راهنا، وهم بعيدون من القوى السياسية في لبنان غير المتفقة على مواصفات ومعايير رئاسية واحدة، وسط تباين فاقع في الاراء بين القوى السيادية منها واحزاب السلطة. اذ يطالب الفريق السيادي برئيس لبناني يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ولا ينصاع للخارج لاسيما للمحور الايراني،من خلال حزب الله وسلاحه الذي قضى على الدولة ومؤسساتها.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار