من “يضحك” على من.. ميقاتي أم باسيل؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

  • زياد عيتاني – أساس ميديا

يدرك الرئيس نجيب ميقاتي جيداً أنّ الرئيس ميشال عون لن يقبل بالتشكيلة الحكومية التي قدّمها إليه.

لم يقدّمها الرئيس ميقاتي أساساً كي يتمّ القبول بها، فليس ذلك أمنيته ولا رغبته، لكنّها مسوّدة افتتاحية لِما بقي من أيام سود من ولاية عون الرئاسية قبل خروجه من قصر بعبدا.

تؤكّد المصادر الموثوقة أنّ الرئيس المكلّف أعطى وعداً قاطعاً لكلّ من الرئيس نبيه برّي والزعيم وليد جنبلاط والدكتور سمير جعجع بأنّه لن يشكّل حكومة في الفترة المتبقّية من العهد. بناء على هذا الالتزام تمّ تسيير أمر تكليفه بأقلّ قدر ممكن من الأضرار.

يعلم الرئيس ميقاتي أنّ القوى السياسية المناوئة للرئيس عون هي من ثوابت الحياة السياسية، فيما الرئيس عون بعد شهر تشرين سيكون خارج هذه المنظومة أو على الأقلّ غير مؤثّر فيها. إنّ ما سيقدّمه ميقاتي للرئيس عون وتيّاره لتشكيل الحكومة سيذهب هباءً منثوراً، هدايا مجّانية لطرف سياسي لم يقدِّر يوماً هدايا مَن كُلّف أو شكّل حكومات سابقة، فلماذا يتوقّع منه أن يقدِّر الهدايا والتنازلات اليوم؟

وعْدُ ميقاتي لبرّي وجنبلاط وجعجع ليس من خارج عباءة حزب الله الراغب بالتعامل مع العهد كأنّه من التاريخ من دون شتم وانتقاد هذا التاريخ.

الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال وعدم تشكيل حكومة جديدة يرى فيهما أهل العقد والحلّ داخل المنظومة خطوة أساسية لوقف الخسائر السياسية وتجميدها عند الرصيد المقلق الذي وصلت إليه، تمهيداً لانطلاقة يراهنون عليها مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، تأخّر الأمر بضعة أشهر أو لم يتأخّر وفقاً لمعطيات خارجية أوّلاً ثمّ داخلية ثانياً.

استنفد الرئيس عون وتيّاره فرصتهم كاملة، هذا ما قاله قيادي في قوى 8 آذار في جلسة خاصة، مضيفاً: “على هذا التيار الاقتناع بذلك والتراجع عدّة خطوات إلى الوراء للمحافظة على حلفائه ودوره الفاعل في الحياة السياسية اللبنانية إن أراد ذلك”.

يراهن الرئيس ميقاتي على مسلك الرئيس عون وصهره جبران باسيل في تشكيل الحكومات القائم على معادلة “ارفض ثمّ ارفض ثمّ ارفض، فسيقبلون هم في النهاية بما تريد”.

مراهنة جدّيّة، ونجاحها مرتبط بقرار الرئيس عون وصهره. تشكيل الحكومة بيد رئيسها المكلّف، لكن ما إن يقدّم تشكيلته تصبح ولادتها بيد رئيس الجمهورية. هنا السؤال المحوريّ: ماذا لو قبل عون بتشكيلة ميقاتي؟

تستبعد أوساط ميقاتي نهائياً هذا الخيار. القريبون من التيار الوطني يقولون: “انتظروا المفاجأة”. عند السؤال هل تكون هذه المفاجأة هي القبول بالتشكيلة، يبتسمون قائلين: “كل شي بوقته حلو”.

لن يقبل جبران باسيل أن يضحك عليه نجيب ميقاتي، ولن يقبل الرئيس برّي ومعه جنبلاط وجعجع أن يخلف ميقاتي بوعده. الأيام المقبلة حُبلى بالمفاجآت غير السارّة، لكن ما هي وجهتها؟ قصر بعبدا أم السراي الحكومي أم ربّما الشارع؟!

لنراقب جيّداً الشارع، فهناك من يعمل فيه وهدفه قلب الطاولة.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار