كان لافتاً أن شخصيات معنية بالاتصالات أشارت إلى أن بعض المحليين حاولوا الوقوف على رأي جهات خارجية من السجال القائم.
ونُقل أن السعودية، على وجه التحديد، “تمارس الصمت” و”غائبة عن الرادار تماماً”، ما تسبّب بحيرة إضافية لدى قوى سياسية وكتل نيابية كانت تتّكل على دعم سعودي لتليين موقف الرئيس المكلّف من بعض العقد الحكومية، علماً أن البعض حاول التوسط لدى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للتدخل لإقناع سلام بالموافقة على إرضاء كتل نيابية وازنة.
ونقل زوار القصر الجمهوري لصحيفة “الأخبار” أن عون أبدى “عدم رضاه عن آلية عمل الرئيس المكلّف، ولديه ملاحظات على بعض من يرشّحهم سلام لتولي حقائب أساسية في الحكومة، ولكنه ليس في وارد الدخول في مشلكة تؤخّر تأليف الحكومة وقتاً أطول”. وقال عون لزواره: “أريد الحكومة اليوم وليس غداً، ولديّ مواعيد في الخارج تنتظر تشكيلها، ووعود بدعم كبير للبنان من دول عربية وغربية، لكنني لن أسافر إلا برفقة وفد وزاري لتحقيق نتائج سريعة لمساعدة لبنان على مواجهة الأزمات الاقتصادية والمالية”.
وبالتوازي، لا يقلّ موقف “التيار الوطني الحر” سلبية عن موقف “القوات”، فالتيار عبّر عن انزعاجه من التناقض الذي يتعامل به سلام، فهو يبدي في اللقاءات مع ممثلي التيار انفتاحاً وإيجابية، لكنه يعود ويتراجع عن التزاماته عندما يبدأ الحديث عن الحقائب والأسماء.
وكشفت مصادر التيار للصحيفة نفسها “أن أي تواصل لم يجر بين الرئيس المكلّف والوزير جبران باسيل منذ نحو أسبوع”.
وأكّدت المصادر أن التيار “لم يضع شروطاً ولم يقدّم مطالب وكان مسهّلاً، لكن هذا لا يعني أننا متنازلون. وكان شرطنا لذلك اعتماد منطق موحّد والمعايير نفسها في عملية التأليف، وهو ما لم يحصل ولا يحصل”. ولفتت إلى “أن الجميع على ما يبدو غير مرتاح لأداء الرئيس المكلّف بدءاً من رئيس الجمهورية”، علماً أن باسيل سيتحدث عن الملف الحكومي اليوم، بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، وهو الأول له بعد تسمية سلام، “لتوضيح المغالطات وتوضيح موقفنا لأنه ليس هكذا تُشكّل حكومات”. وإلى “القوات” والتيار، يبدو أن حزب “الطاشناق” منزعج هو الآخر. وتعتبر قيادة الحزب أن الأسماء التي يطرحها الرئيس المكلّف لا تمثّل الطائفة الأرمنية.
ويسود اعتقاد لدى القوى المسيحية بأن “سلام يحمِل معه مشروعاً لإلغاء الأحزاب السياسية، بدأ في حراك 17 تشرين، وفيما يظهر في موقع العاجز مع حزب الله وحركة أمل والحزب الاشتراكي، يريد تطبيقه على الآخرين بحجة أنه ورئيس الجمهورية جوزيف عون يختصران التمثيل السنّي والمسيحي”.