ذكرت صحيفة نداء الوطن أن تصريحات الموفد الأميركي توم براك في منتدى البحرين أثارت عاصفة سياسية جديدة في لبنان، بعدما وصف البلاد بـ”الدولة الفاشلة” وطالب بنزع سلاح “حزب الله”. ورأت الصحيفة أن كلام براك لم يحمل جديدًا بحدّ ذاته، لكنه شكّل تجميعًا لمواقف أميركية متكررة في وثيقة واحدة، ما قد يضع الأسس لنهج السفير الأميركي الجديد في بيروت، اللبناني الأصل ميشال عيسى، الذي يُتوقع أن يتبنى سقفًا سياسيًا عاليًا في تعاطيه مع الحكومة اللبنانية.
وبحسب الصحيفة، فإن تصريحات براك تزامنت مع تصعيد إسرائيلي حاد، حيث اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “حزب الله” بـ”اللعب بالنار”، محمّلًا الحكومة اللبنانية مسؤولية المماطلة في تنفيذ التزاماتها بنزع سلاح الحزب، ومهددًا باستهداف بيروت في حال شن أي هجوم من الجنوب. كما أشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في تغريدة عبر منصة “إكس” إلى أن “إعادة تسليح حزب الله” تهدد استقرار المنطقة وأمن إسرائيل.
وأوضحت نداء الوطن أن مصادر أميركية قريبة من البيت الأبيض عبّرت عن استيائها من تردد لبنان في نزع سلاح الحزب، معتبرة أن ذلك يقوّض سيادة الدولة ويعقّد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. كما نقلت الصحيفة عن السيناتور ليندسي غراهام دعوته عبر “إكس” إلى ضرورة “تفكيك ترسانة حزب الله” تمهيدًا للسلام. وتوقعت أن تزداد الضغوط الأميركية مع الزيارة المرتقبة لـ سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي سيحمل إلى بيروت مطالب واضحة باتخاذ إجراءات حازمة لضبط السلاح.
وأضافت أن الأوساط الدبلوماسية الأميركية تحذر من أن استمرار تردد لبنان في معالجة مسألة السلاح غير الشرعي قد يؤدي إلى تجميد المساعدات العسكرية والاقتصادية، مشيرة إلى أن واشنطن انتقلت من مرحلة “التشجيع الهادئ” إلى التحذيرات الصريحة.
وفي ما يتعلق بالوضع الداخلي، كشفت الصحيفة أن السلطات اللبنانية تنتظر ردّ “حزب الله” على مبادرة الرئيس جوزاف عون للتفاوض، بعد موافقة الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، مؤكدة أن موقف الحزب سيكون حاسمًا في تحديد مصير المسار التفاوضي، إذ إن بند السلاح سيُطرح أولاً على الطاولة. أما في الشق الإقليمي، فأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ستنقل موقفها من المفاوضات إلى واشنطن التي ستبلّغه إلى بيروت خلال الأسبوع الجاري.
وختمت بالإشارة إلى أن تحركًا مصريًا دبلوماسيًا دخل على الخط، مع زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى القاهرة ولقائه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في إطار مقاربة جديدة تهدف إلى منع انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة وتثبيت الاستقرار بعد قمّة شرم الشيخ.

