يشهد لبنان هذا الأسبوع حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا يعكس حساسية المرحلة التي تمر بها البلاد، وسط تصعيد إسرائيلي متزايد من الجنوب وصولًا إلى العمق اللبناني.
ووفق ما نقلته الأنباء الكويتية عن مصدر دبلوماسي في بيروت، يزور لبنان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط والموفد الأميركي توماس برّاك في جولتين تحملان رسائل سياسية وأمنية متشابكة.
أبو الغيط سيشارك في مؤتمر حول الإرهاب في كلية القيادة والأركان، ثم في ملتقى الإعلام العربي، قبل لقائه كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وتشير الصحيفة إلى أنّ زيارته تحمل رسائل عربية داعمة للبنان ومؤكدة على حصرية السلاح بيد الدولة وضرورة تطبيق القرار 1701 كإطار لأي تسوية محتملة.
أما الموفد الأميركي توماس برّاك، فسيصل إلى بيروت حاملاً ملفًا معقدًا يتداخل فيه الميدان بالسياسة، في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية التي وصلت إلى البقاع، والتي اعتُبرت رسالة ضغط مزدوجة على لبنان وعلى المسار الدبلوماسي الذي ترعاه واشنطن عبر لجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية.
وتوضح الأنباء الكويتية أنّ لبنان أصبح محور اختبارين:
- اختبار ميداني تمارسه إسرائيل عبر التصعيد والاغتيالات.
- واختبار سياسي تقوده القوى الدولية عبر موفديها لترسيم توازنات جديدة.
ورغم التصعيد، تشير المصادر إلى أنّ إسرائيل لا تنوي توسيع الحرب، لكنها تسعى إلى تكثيف الضغط العسكري والسياسي لإضعاف الموقف الرسمي اللبناني، على أن يبقى التصعيد مضبوطًا حتى ما بعد زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر نهاية تشرين الثاني المقبل.
وبحسب الصحيفة، فإن الزيارتين الأميركية والعربية تحملان رسائل متقاطعة: الأولى تدعو إلى تثبيت الاستقرار واحترام السيادة، والثانية تبحث عن آليات لخفض التوتر من دون تغيير قواعد اللعبة. وبينهما، يحاول لبنان الرسمي المحافظة على التوازن الدقيق الذي يمنع الانفجار ويُبقي باب التسويات مفتوحًا.
