تتصاعد المخاوف في لبنان من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية جديدة، في ظل مؤشرات ميدانية وسياسية توحي بأنّ المنطقة على مشارف مرحلة دقيقة.
وعلمت “نداء الوطن” أنّ التحذيرات الدولية الموجّهة إلى لبنان بشأن احتمال توسّع العمليات الإسرائيلية ليست وليدة الساعات الأخيرة، بل مستمرة منذ أشهر، وقد تصاعدت وتيرتها أخيراً من أكثر من جهة، بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية. وتشير المعطيات إلى وجود تخوّف رسمي لبناني من توسيع نطاق الضربات الإسرائيلية، خصوصًا بعدما أبلغت تل أبيب عدداً من العواصم نيتها الاستمرار في استهداف بنية “حزب الله”، مع تأكيدها المضيّ في هذا النهج رغم الوساطات والاتصالات القائمة.
في المقابل، تسعى الاتصالات اللبنانية مع واشنطن إلى تجنّب اندلاع الحرب، وقد نجحت حتى الآن في تأخيرها، لكنّها لم تُلغِ احتمال وقوعها.
وتأتي هذه التطورات عشية زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، حيث علمت “نداء الوطن” أنّها ستلتقي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعدداً من المسؤولين، في زيارة يُنتظر أن تحمل رسالة أميركية مهمّة تتعلق بالوضع الأمني والحدودي.
في السياق ذاته، ذكرت مصادر إسرائيلية أنّ أورتاغوس ناقشت مع المسؤولين الإسرائيليين الخطط الأميركية لتشكيل قوة أمنية تتولى الإشراف على الأمن في غزة، بعد استلام “حماس” جثث الأسرى الإسرائيليين وتسليمها.
وفي لبنان، من المتوقع أن تلتقي أورتاغوس كلاً من رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، وعدداً من القيادات السياسية والأمنية.
وأشارت مصادر لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ أورتاغوس ستحمل إلى المسؤولين اللبنانيين نتائج مباحثاتها في إسرائيل، والتي تتمحور حول حصرية السلاح وموقف لبنان من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، على أن يُمنح الجانب اللبناني مهلة حتى نهاية الأسبوع لتسليم جوابه النهائي إلى الموفد الأميركي توم برّاك المنتظر وصوله إلى بيروت في الأوّل من تشرين الثاني المقبل.
وتوقعت المصادر أن تكون أجواء اجتماع لجنة “الميكانيسم” الأربعاء المقبل، بحضور أورتاغوس، حاسمة، إذ من المرجّح أن يثير العضو اللبناني مسألة الخروق الإسرائيلية المتكرّرة ضد المدنيين، بعدما ارتفع عدد الشهداء اللبنانيين منذ سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية إلى 370 شهيداً، غالبيتهم من عناصر “حزب الله”.
