يتصاعد الجدل في لبنان حول حق المغتربين بالمشاركة في الانتخابات النيابية، وسط مطالب بإصلاح القوانين التي تحدّ من هذا الحق الدستوري.
وفي خطوة لافتة، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دعمه الكامل لمشاركة اللبنانيين المنتشرين في الخارج في الاستحقاق الانتخابي، مشدداً على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأجيل.
جاء ذلك خلال لقائه وفداً نيابياً قدّم اقتراح قانون يهدف إلى تسهيل اقتراع المغتربين، حيث دعا النواب إلى أداء دور فعّال في تثبيت هذا الحق الديموقراطي. وأوضح عون أن معوقات تقنية وتنفيذية ما زالت تحول دون تطبيق الاقتراع في القارات الست، وفق ما أشار إليه وزير الداخلية.
النواب من جهتهم دعوا الرئيس إلى الضغط على الحكومة لإعداد مشروع قانون معجّل، يضمن مشاركة المغتربين بشكل فعلي، تحقيقاً للمساواة وصوناً لدورهم في الحياة الوطنية.
وفي موازاة الحراك السياسي، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام قائد قوة “اليونيفيل” في الجنوب، الجنرال ديوداتو أبانيارا، وبحث معه في التنسيق مع الجيش اللبناني والتقدم في تنفيذ القرار 1701، والتحضيرات لمرحلة ما بعد انتهاء مهمة اليونيفيل.
وفي تصريح لافت لمجلة باريس ماتش الفرنسية، شدد سلام على أن حزب الله يجب أن يتحوّل إلى حزب سياسي بحت، وأن يتخلى عن جناحه العسكري، بهدف احتكار الدولة لاستخدام القوة وبسط سيادتها الكاملة.
دولياً، استعاد الموفد الأميركي توم برّاك ذكرى تفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، داعياً لبنان إلى حلّ انقساماته واستعادة سيادته.
على الحدود، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مناورة عسكرية للفرقة 91 تحاكي سيناريوهات حرب محتملة، في إطار رفع الجاهزية تنفيذاً لتوجيهات رئيس الأركان.
أما في القدس، فشدد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس خلال مؤتمر مع بنيامين نتنياهو على ضرورة نزع سلاح حركة حماس وإعادة إعمار غزة ضمن اتفاق وقف النار الذي ترعاه واشنطن، مؤكداً أن المهمة المقبلة “صعبة جداً”.
بالتوازي، تبنّى الاتحاد الأوروبي ومصر بياناً مشتركاً طالب حماس بإنهاء حكمها في القطاع وتسليم سلاحها، مع التأكيد على رفض ضمّ الضفة الغربية والتمسك بحلّ الدولتين.
ورغم هذا الموقف الدولي، صادق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على قانون ضمّ الضفة الغربية، بعد تصويت متقارب (25 مع مقابل 24 ضد)، في خطوة أثارت انتقادات واسعة.
إنسانياً، حذّر برنامج الأغذية العالمي من استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، موضحاً أن الإمدادات اليومية لا تتجاوز 750 طناً من أصل 2000 مطلوبة لتلبية حاجات السكان بعد حرب مدمرة استمرت عامين.
وفي الملف الدولي الأوسع، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رفض بلاده العودة إلى المفاوضات مع واشنطن بسبب ما وصفه بـ”المطالب غير المعقولة”، بينما أكدت موسكو أن التحضيرات لقمة بين بوتين وترامب ما زالت جارية رغم إعلان الأخير تأجيلها.
وفي المقابل، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراح ترامب للتفاوض مع روسيا على أساس خطوط التماس الحالية بأنه “حل وسط جيد”، لكنه شكك في قبول الرئيس بوتين بهذا المقترح.
الخلاصة:
المشهد اللبناني يتأرجح بين سعي داخلي لتثبيت الإصلاحات الديموقراطية وتعزيز دور المغتربين، وضغوط خارجية تتعلق بسلاح حزب الله، ومستقبل الجنوب، والعلاقة مع القوى الدولية.
في المقابل، يزداد التوتر الإقليمي من غزة إلى الضفة، وسط تراجع إنساني خطير ومواقف متباينة من القوى الكبرى، في وقت يبدو أن لبنان يعيش على تماس مباشر مع كل هذه الملفات الساخنة.

