مع اقتراب أسعار الفضة من مستوياتها التاريخية، يبرز تساؤل أساسي حول السعر القياسي الذي بلغته في الماضي. الذروة سُجلت مطلع عام 1980 عندما حاول الأخوان هانت السيطرة على سوق الفضة، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار قبل تدخل البورصات لاحتواء الأزمة. وتُعد الفضة من السلع القليلة التي لم تتجاوز أسعارها الحالية قمم السبعينيات والثمانينيات.
في سوق لندن، المرجع العالمي لتسعير المعادن الثمينة، تُتداول الفضة خارج البورصة وتُحدد أسعارها عبر مزاد رسمي يومي. وتشير البيانات إلى أن السعر الأعلى المسجل في 18 يناير 1980 بلغ 49.45 دولاراً للأونصة. ورغم غياب بيانات التداول اليومية لتلك الفترة، تُظهر السجلات المتاحة منذ عام 1993 أن أعلى سعر مسجل لاحقاً في لندن بلغ 49.8044 دولاراً للأونصة في 25 أبريل 2011.
أما في بورصة “كوميكس” (Comex) في نيويورك، فقد بلغ السعر في 18 يناير 1980 50.35 دولاراً بحسب مجموعة “سي إم إي”، فيما أوردت صحيفة نيويورك تايمز ورقة لجنة الأوراق المالية الأميركية رقماً قريباً بلغ 50.36 دولاراً. وفي بورصة شيكاغو التجارية، التي كانت تتداول فيها عقود الفضة الآجلة آنذاك، سُجل أعلى مستوى عند 52.50 دولاراً للأونصة في 21 يناير 1980، وفقاً لبيانات السوق المنشورة في نيويورك تايمز.
وهكذا، ورغم تقلبات السوق وارتفاع الأسعار في السنوات اللاحقة، لم تتمكن الفضة بعد من كسر حاجز ذروتها التاريخية المسجلة قبل أكثر من أربعة عقود.

