مع تأكيد السلطات اللبنانية مؤخراً أن زمن السلاح خارج الدولة قد ولى، أوضح قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، اليوم الخميس، أنه ماض في الانتشار في الجنوب.
انتشار مستمر في الجنوب
وأوضح هيكل في بيان رسمي أن الجيش اللبناني مستمر في الانتشار في الجنوب، بالتنسيق الكامل مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، وذلك تنفيذًا للقرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701.
وأضاف أن الجيش سيواكب عودة الأهالي إلى قراهم الجنوبية، إلى جانب الاستمرار في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، مشددًا على أهمية ضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها.
خرق إسرائيلي مستمر
من جهة أخرى، لفت هيكل إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يعرقل عملية الانتشار، عبر مواصلة احتلاله لمناطق لبنانية في الجنوب، وتنفيذه انتهاكات واعتداءات متكررة، في خرق واضح للقرارات الدولية وللاتفاقات الموقّعة، وعلى رأسها اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في نوفمبر الماضي.
ورغم الاتفاق، تواصل إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق جنوبية، متذرعة باستهداف عناصر من حزب الله، فيما لا تزال قواتها مرابضة في 5 مواقع حساسة على الحدود، رافضة الانسحاب الكامل.
تفكيك مواقع وتأكيد رئاسي
وكان الجيش اللبناني قد أعلن سابقًا عن تفكيك نحو 500 موقع تابع لحزب الله في الجنوب، مؤكداً انتشاره في غالبية المناطق الحدودية، ضمن خطة متكاملة لتعزيز سيادة الدولة.
من جهته، جدد رئيس الجمهورية جوزيف عون تأكيده أن السلطات اللبنانية “ماضية في ضبط السلاح غير الشرعي خارج مؤسسات الدولة، وترسيخ سلطة القانون”.
بيان قائد الجيش:
قائد الجيش العماد رودولف هيكل في أمر اليوم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير:
أيُّها العسكريون
في عيدِ المقاومةِ والتحرير، نقفُ أمامَ مناسبةٍ تاريخيةٍ بإنجازاتِها، متمثلةٍ بتحريرِ الجزءِ الأكبرِ منْ أرضِنا، بعدَ عقودٍ من احتلالِ العدوِّ الإسرائيلي، وهو إنجازٌ وطنيٌّ يحملُ رمزيةً كبيرةً عبرَ استعادةِ معظمِ أراضي الجنوب، بفضلِ صمودِ اللبنانيينَ وثباتِهم. اليوم، نستعيدُ بكلِّ اعتزازٍ تضحياتِ الشهداءِ التي جعلتْ هذا الإنجازَ ممكنًا، وظلّتْ ماثلةً أمامَنا، تمدُّنا بالقوةِ والعزيمةِ أمامَ المحنِ والشدائد.
يأتي هذا العيدُ في ظلِّ مرحلةٍ ثقيلةٍ بصعوباتِها وأخطارِها، عَقِبَ عدوانٍ شاملٍ شنَّهُ العدوُّ الإسرائيليُّ على لبنان، ولا سيما الجنوب، مُوقعًا آلافَ الشهداءِ والجرحى ومسبِّبًا دمارًا واسعًا في الممتلكاتِ والبنى التحتية. هو عدوانٌ لا تزالُ آثارُهُ الكارثيةُ حاضرةً أمامَنا، لكنهُ أظهرَ في الوقتِ نفسِهِ تمسُّكَ اللبنانيينَ بروحِهِم الوطنية، واحتضانَهم أبناءَ وطنِهم خلالَ العدوان. وسطَ كلِّ ذلك، تحملتُم مسؤولياتِكم بمهنيةٍ عالية، واستعدادٍ كاملٍ لبذلِ أقصى الجهود، وسارعتم إلى ملاقاةِ التحدياتِ بعزيمةٍ لا تلين، وها أنتم تؤدونَ واجباتِكم رغمَ الصعوباتِ المضاعفةِ والظروفِ المعقدة. إننا نتوقفُ بإجلالٍ وإكبارٍ عندَ تضحياتِ جرحانا، وشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم على دربِ الشرفِ والتضحيةِ والوفاء، كي يبقى الوطن.
أيُّها العسكريون
لقدْ باتَ منَ الواضحِ والمؤكد، أنَّ صمودَكم هو أحدُ أهمِّ أسبابِ استمرارِ لبنانَ ووحدةِ اللبنانيينَ وسلامةِ أمنِهم، وقد ظهرَ ذلكَ جليًّا في عملِكم المكثف، بهدفِ بسطِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ الأراضي اللبنانية، وتطبيقِ القراراتِ الدوليةِ بالتنسيقِ الوثيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنةِ مراقبةِ وقفِ الأعمالِ العدائية، والانتشارِ في الجنوبِ ومواكبةِ عودةِ الأهالي إلى قراهم وبلداتِهم. تُضافُ إلى ما سبقَ الإجراءاتُ الاستثنائيةُ لمحاربةِ الإرهابِ والجريمةِ المنظمة، وضبطِ الحدودِ الشماليةِ والشرقيةِ وحمايتِها، فضلًا عن حفظِ أمنِ الانتخاباتِ البلديةِ والاختيارية، التي تُجسدُ إرادةَ لبنانَ وعزمَ أبنائهِ وتمسُّكَهم بالأنموذجِ اللبنانيِّ الفريد، وتطلُّعَهم إلى مستقبلٍ أفضل. يجري ذلكَ فيما يُصرُّ العدوُّ الإسرائيليُّ على انتهاكاتِهِ واعتداءاتِهِ المتواصلةِ ضدَّ بلدِنا وأهلِنا، ويواصلُ احتلالَ أجزاءٍ من أرضِنا، ويعرقلُ الانتشارَ الكاملَ للجيشِ في الجنوب، ما يُمثّلُ خرقًا فاضحًا لجميعِ القراراتِ الدوليةِ ذاتِ الصلة.
أيُّها العسكريون
أنتم تُعطونَ بإرادتِكم وتضحياتِكم المثالَ الرفيعَ والمشرّفَ في التفاني المطلقِ من أجلِ لبنان، وتُبقونَ الأملَ حيًّا في نفوسِ اللبنانيين، وترسّخونَ الثقةَ المقدّرةَ من جانبِ الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ بدورِ الجيشِ وكفاءتِهِ واحترافِه. ابقوا كما عهِدْتُكم سدًّا منيعًا يقي وطنَنا رياحَ الفتنةِ ويضمنُ السلمَ الأهلي، ويشكّلُ بارقةَ أملٍ لكلِّ المؤمنينَ بهذا الوطن. في المقابل، تبقى القيادةُ على عهدِها لكم، مُسخِّرةً كاملَ إمكاناتِها للوقوفِ إلى جانبِكم وتحسينِ ظروفِ حياتِكم بمختلفِ السبل.
التحدياتُ كبيرة، لكنها تَصْغُرُ أمامَ عزيمتِكم وتضحياتِكم، فَلْنَعْمَلْ معًا بقوةٍ وثباتٍ لبناءِ الوطنِ الذي يستحقُّهُ اللبنانيون.
قائد الجيش العماد رودولف هيكل في أمر اليوم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير:
أيُّها العسكريون
في عيدِ المقاومةِ والتحرير، نقفُ أمامَ مناسبةٍ تاريخيةٍ بإنجازاتِها، متمثلةٍ بتحريرِ الجزءِ الأكبرِ منْ أرضِنا، بعدَ عقودٍ من احتلالِ العدوِّ الإسرائيلي، وهو إنجازٌ وطنيٌّ يحملُ رمزيةً… pic.twitter.com/RJBsNj5gXU
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) May 22, 2025