تراجعت أسعار النفط في تداولات اليوم الخميس، وسط أجواء من الحذر تسيطر على الأسواق، بعد بيانات أميركية مفاجئة أظهرت زيادة في مخزونات الخام والوقود، ما أثار قلقاً بشأن ضعف الطلب، في حين يواصل المستثمرون ترقّب تطورات متناقضة مرتبطة بإيران قد تقلب المشهد.
وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضاً بواقع 33 سنتاً (0.5%) لتصل إلى 64.58 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ32 سنتاً إلى 61.25 دولاراً. ويأتي هذا التراجع بعدما خسر الخامان 0.7% في تداولات الأربعاء.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فقد ارتفعت مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 443.2 مليون، متجاوزة توقعات الأسواق التي رجّحت انخفاضاً بنفس المقدار. وعزت الإدارة هذه الزيادة إلى ارتفاع واردات الخام إلى أعلى مستوى في 6 أسابيع، إلى جانب تراجع الطلب على البنزين ونواتج التقطير.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير المحللين في “نيسان سيكيوريتيز إنفستمنت”، إن هذه المعطيات أثارت القلق، لكنها لم تمنع بعض المستثمرين من التعويل على موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة بعد عطلة “يوم الذكرى”، والذي قد يسهم في امتصاص الفائض وتقليص المخزونات.
وأشار كيكوكاوا إلى أن السوق تتعامل بحذر شديد، بسبب تضارب الإشارات حيال المحادثات النووية بين طهران وواشنطن، في ظل تقارير عن نية إسرائيل توجيه ضربات محتملة لمنشآت نووية إيرانية. وتوقع أن يظل خام غرب تكساس ضمن نطاق يتراوح بين 55 و65 دولاراً في المدى القريب.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية العماني أن الجولة الخامسة من المحادثات النووية ستُعقد في 23 مايو/أيار في العاصمة الإيطالية روما، في وقت كشفت فيه شبكة CNN أن الاستخبارات الأميركية تمتلك مؤشرات على استعدادات إسرائيلية لشن ضربات على منشآت نووية في إيران، دون وجود قرار حاسم بعد.
وتُعدّ إيران ثالث أكبر منتج في منظمة “أوبك”، وأي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى اضطراب في إمدادات النفط العالمية، وهو ما يجعل الأسواق شديدة الحساسية تجاه كل تطور جديد في هذا الملف.