تصاعدت الانتقادات داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، اليوم الجمعة، ضد سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إزاء الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون من اليمن، وسط مطالبات بتوسيع الرد العسكري ليطال البنى التحتية الحيوية في عمق الأراضي اليمنية.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن “استمرار حالة التردد والضعف في الرد ستُفضي إلى كارثة”، محذراً من أن الصمت على صواريخ الحوثي “قد يتسبب بمجزرة جماعية أو يؤدي إلى شلّ الاقتصاد الإسرائيلي”. واعتبر أن “الوقت حان لإطلاق حملة عسكرية شاملة”، تشمل استهداف منصات الإطلاق، مصانع الصواريخ، وشبكات الدعم الإيرانية، وعلى رأسها عناصر الحرس الثوري الإيراني المنتشرين في اليمن.
وأشار لابيد إلى أن الرد لا يجب أن يقتصر على الهجمات التقليدية، بل ينبغي توسيع العمليات السيبرانية لتعطيل البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء والمياه، إضافة إلى فرض حصار شامل على الموانئ والمجال الجوي اليمني. وختم بالقول: “ما ينقصنا ليس الوسائل، بل قيادة لا تخشى اتخاذ القرار”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد أكثر من عام ونصف من الحرب أمر “غير مقبول”، قائلاً: “ملايين الإسرائيليين ما زالوا يهرعون إلى الملاجئ، وهذا لا يُعقل”.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ بالستي تم إطلاقه من اليمن، ما أدى إلى تفعيل صافرات الإنذار في عدد من المناطق، وتسبب بحالة ذعر واسعة بين السكان، بالإضافة إلى توقف مؤقت لحركة الطيران في مطار بن غوريون.
وتداولت وسائل إعلام عبرية مقاطع مصورة تُظهر لحظات الهلع في الشوارع والملاجئ، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “تذكير بخطر الجبهة الجنوبية”.
ويُذكر أن هذه التطورات تأتي بعد أيام من غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، شملت المطار، محطات الكهرباء، ومصنعاً للإسمنت، كرد على صاروخ حوثي سقط قرب مطار بن غوريون.
وفي تحول لافت، أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الثلاثاء، وقف العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين، مبرراً ذلك بـ”استسلامهم ووقفهم للهجمات في البحر الأحمر”، قائلاً: “الحوثيون وافقوا على وقف الهجمات، وانتهى الأمر بالنسبة لنا”.
لكن هذا الموقف لم يلقَ قبولاً في إسرائيل، حيث شدد نتنياهو على أن “تل أبيب ستدافع عن نفسها حتى من دون دعم واشنطن”، مؤكداً أن إسرائيل “لن تنتظر أحداً لحماية أمنها القومي”.
وفي المقابل، أعلنت جماعة الحوثي تبنيها إطلاق صاروخ بالستي على مطار بن غوريون، معتبرة الهجوم جزءاً من “تنفيذ قرار الحظر الجوي على إسرائيل”.