في تحذير لافت، شبّه هيو فان ستينيس، نائب رئيس مجلس إدارة شركة “أوليفر وايمان”، الرسوم الجمركية التي يطرحها دونالد ترامب بـ “صدمة نيكسون” عام 1971، عندما فاجأ الرئيس الأميركي العالم بإلغاء ارتباط الدولار بالذهب وفرض رسوم جمركية أربكت النظام المالي العالمي.
ورغم أن إجراءات ترامب تبدو مؤقتة، إلا أن التاريخ يعلّمنا أن التحولات الاقتصادية الكبرى تبدأ غالباً بصدمات كهذه. فهل نشهد ولادة أدوات مالية جديدة؟ أو تحولاً في سلوك المستثمرين نحو الأصول الحقيقية كالذهب؟ وهل تتضرر علاقات أميركا بحلفائها كما حدث مع كندا وألمانيا في السبعينيات؟
أوجه الشبه بين الحالتين:
- نيكسون فرض رسومًا جمركية بنسبة 10% وأوقف العمل بمعيار الذهب، ما أدى إلى ظهور “الركود التضخمي”.
- ترامب يستخدم الرسوم الجمركية كأداة ضغط لتحسين شروط التجارة، كما فعل نيكسون مع ألمانيا واليابان.
النتائج الاقتصادية المحتملة:
- صدمات مؤقتة مثل “صدمة نيكسون” قد تؤدي لتحولات دائمة في الأسواق المالية والعلاقات الدولية.
- مثلما أدت صدمة 1971 إلى نشوء أدوات مالية جديدة كعقود العملات الآجلة، قد تدفع صدمة ترامب إلى ولادة نظم مالية مبتكرة.
- توجه المستثمرين نحو الأصول الحقيقية (كالذهب) بسبب عدم الثقة.
- تراجع دور البنوك في الإقراض مقابل صعود أسواق السندات.
العلاقات الدولية:
- كما أثارت رسوم نيكسون التوتر مع الحلفاء ككندا، قد تؤدي تعرفات ترامب إلى خلل في علاقات الولايات المتحدة الدولية.
- ضغطت إدارة نيكسون على الاحتياطي الفيدرالي لتوسيع السياسة النقدية، وهو ما قد يتكرر اليوم تحت ضغوط شعبوية مماثلة.
الرسالة الأساسية:
رغم أن الرسوم الجمركية تبدو مؤقتة، إلا أن تداعياتها الاقتصادية قد تستمر لعقود، تمامًا كما حدث بعد صدمة 1971، مما يجعل مستقبل الاقتصاد العالمي أمام مرحلة تحوّل قد تقود لتغييرات كبيرة مثل تعميق التكامل المالي في أوروبا وربما اعتماد اليورو الرقمي.