في تطور لافت، كشفت صحيفة تلغراف البريطانية، نقلاً عن مصدر داخل النظام الإيراني، أن جماعة الحوثي “تعيش أشهرها وربما أيامها الأخيرة”، في ظل الضربات الأميركية المكثفة التي تستهدف مواقعها في اليمن، ما دفع طهران إلى اتخاذ قرار بالتخلي عنهم.
وصرّح المصدر، الذي لم تفصح الصحيفة عن اسمه، أن القيادة الإيرانية باتت ترى أن الحوثيين غير قادرين على الصمود، مشيراً إلى أن “الرؤية هنا في إيران هي أن الحوثيين ينهارون تدريجياً، لذلك لا جدوى من استمرارهم على قائمة الحلفاء”.
وأشار إلى أن الجماعة كانت جزءاً من شبكة تحالفات إقليمية تشمل حزب الله والنظام السوري بقيادة بشار الأسد، مضيفاً: “إبقاء جزء من هذه الشبكة بات بلا معنى في ظل التطورات المتسارعة”.
وبحسب التقرير، أصدرت طهران أوامر بسحب عدد من عسكرييها من اليمن، في خطوة تُعد تخلّياً صريحاً عن الجماعة المدعومة إيرانياً، بعد تصاعد الضغط الأميركي واشتداد الحملة الجوية التي تستهدف مواقعها منذ منتصف مارس الماضي.
وفي تفسير لهذا التحوّل، أوضح مسؤول إيراني رفيع أن إيران باتت تفضل تجنّب أي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة في حال سقوط جندي إيراني خلال الضربات. ولفت إلى أن “استراتيجية طهران القديمة في دعم وكلائها الإقليميين بدأت تتقلّص، لصالح التركيز على تهديدات أكثر مباشرة من واشنطن”.
وأضاف: “القلق الأكبر الآن في طهران هو دونالد ترامب وكيفية التعامل معه. كل الاجتماعات تدور حوله، ولم يعد هناك اهتمام يُذكر بالجماعات التي كنا نغذيها في السابق”.
ويُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد كثفت ضرباتها الجوية على الحوثيين بعد سلسلة هجمات استهدفت سفنًا تجارية في البحر الأحمر. وقد أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استمرار هذه العمليات حتى زوال الخطر.
وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “الرسالة واضحة: توقفوا عن مهاجمة السفن الأميركية، وسنتوقف عن مهاجمتكم. وإلا، فإن الألم الحقيقي لم يبدأ بعد، لا للحوثيين ولا لرعاتهم في إيران”.
وأشار ترامب إلى أن الهجمات نجحت في تصفية عدد كبير من المقاتلين والقادة الحوثيين، مضيفاً: “نستهدفهم ليلاً ونهاراً، بقوة متزايدة. قدراتهم تتآكل بسرعة، وهجماتنا ستستمر حتى نتأكد من زوال تهديدهم على الملاحة”.
