تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار

تصعيد خطير في الجنوب… بين الحسابات الإسرائيلية والانقسامات الداخلية

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

لم يكن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل مجرد حدث عابر في سياق التوتر المستمر على الحدود، بل شكّل منعطفًا خطيرًا أفرز تداعيات عميقة، سواء على المستوى الداخلي اللبناني أو في إطار التصعيد الإسرائيلي الممنهج. وسرعان ما تحوّلت الساعات التي أعقبت الحادثة إلى مشهد تصعيد أحادي الجانب، حيث شنّت إسرائيل غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع مختلفة، متذرعة بضرورة الردع، لكنها في الواقع كشفت عن حالة من الهستيريا العسكرية التي لطالما ميّزت استراتيجيتها الأمنية.

وقال مصدر سياسي رفيع لوكالة “أخبار اليوم” إنّ “في مقابل هذا التصعيد الميداني، وجد الداخل اللبناني نفسه في قلب عاصفة سياسية تفاقمت مع التباينات الحادة حول الحادثة، ليس فقط بشأن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، بل أيضًا في سياق الجدل المتواصل حول مستقبل حزب الله وسلاحه. هذا الجدل تصاعد إثر المواقف الأخيرة الصادرة عن رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الخارجية يوسف رجي، والتي أثارت ردود فعل حادة من نواب الحزب، ما أعطى انطباعًا بأن هناك من يحاول استغلال اللحظة السياسية المرتبكة لدفع الأمور نحو مزيد من التعقيد”.

وأوضح المصدر أنه “في هذا الإطار، جاء نفي حزب الله لأي علاقة له بإطلاق الصواريخ ليؤكد موقفه المبدئي بالتمسك بالدولة اللبنانية كمرجعية في معركة استعادة الأراضي التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي. غير أن هذه الحادثة لم تكن منفصلة عن المشهد اللبناني العام، إذ برزت مؤشرات على أن جهات معينة تسعى لجرّ البلاد إلى مواجهة غير محسوبة، سواء عبر استثمار التناقضات السياسية الداخلية أو عبر أجندات إقليمية تهدف إلى تفجير الساحة اللبنانية في توقيت بالغ الحساسية. وهذا ما دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اتخاذ موقف متقدم، محذرًا من خطورة هذا العمل “المشبوه والخطير” الذي يسعى إلى دفع لبنان والمنطقة نحو انفجار كبير، وداعيًا إلى فتح تحقيق جدي لكشف الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ، في مؤشر إلى قلق متزايد من استغلال الجنوب اللبناني كساحة لصراعات تتجاوز المصالح الوطنية”.

وأشار المصدر إلى أنه “في ظل هذه الأجواء المشحونة، دخل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على خط التهدئة عبر تحركات دبلوماسية مكثفة شملت اتصالات مع عواصم عربية ودولية، في محاولة لمنع التصعيد وردع إسرائيل عن استغلال الحادثة لتوسيع دائرة اعتداءاتها. هذا الحراك، الذي تزامن مع تحذيرات عربية من خطورة انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، أظهر إدراكًا دوليًا بأن أي انفجار أمني في لبنان لن يكون حدثًا معزولًا، بل قد يمتدّ تداعياته إلى ساحات إقليمية أخرى”.

وأكد المصدر أن “ما حدث لم يكن مجرد ردّ عسكري إسرائيلي على إطلاق صواريخ مجهولة المصدر، بل محاولة واضحة لاستثمار الانقسام السياسي اللبناني والدفع نحو مزيد من التأزم الداخلي. وبينما يبقى السؤال مطروحًا حول الجهة الفعلية التي تقف خلف إطلاق الصواريخ، فإن الأهم هو التحدي الذي فرضه هذا التصعيد على لبنان، في ظل حسابات إقليمية ودولية معقدة. ويبدو جليًا أن إسرائيل ليست بصدد ردع تهديدات محدودة بقدر ما تسعى إلى إعادة رسم معادلات القوة في لحظة مفصلية، فيما يجد لبنان نفسه أمام خيارات صعبة تستدعي إعادة تقييم المشهد الداخلي والاستعداد للتحديات المقبلة”.

- Advertisement -
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار