شهدت الحدود اللبنانية – السورية، مساء اليوم الأحد، توترًا أمنيًا حادًا تخللته اشتباكات عنيفة وإطلاق قذائف، وسط تبادل للاتهامات بين الأطراف المعنية. وفي تطور لافت، استهدفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة مناطق حدودية في منطقة الهرمل، وذلك عقب مقتل ثلاثة عناصر من وزارة الدفاع السورية وسحب جثثهم إلى الداخل اللبناني.
*** تُشاهون التفاصيل في الفيديو المرفق أعلاه.
وزعمت “وزارة الدفاع” السورية في بيان رسمي، أنها “ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد التصعيد الخطير من قبل حزب الله”، متهمةً الحزب بـ”خطف وقتل ثلاثة من عناصر الجيش السوري قرب سد زيتا، غرب حمص”.
في المقابل، أصدرت العلاقات الإعلامية في “حزب الله” بيانًا نفت فيه “بشكل قاطع” أي علاقة للحزب بالأحداث الجارية على الحدود اللبنانية – السورية، مؤكدةً أن “الحزب لا يتدخل في أي أحداث داخل الأراضي السورية”.
ميدانيًا، أفادت مصادر ميدانية عن سقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية على منزل في منطقة حوض العاصي، في بلدة حوش السيد علي، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة. كما شهدت الحدود الشمالية للبنان، وتحديدًا في منطقة القصر شمال الهرمل، إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة قادمة من الجانب السوري، وسط تقارير عن سقوط قذائف صاروخية في البلدة مصدرها ريف القصير.
وتعود هذه التطورات إلى محاولة تسلل قامت بها مجموعة من المسلحين التابعين لـ”هيئة تحرير الشام”، حيث حاول أربعة عناصر الدخول إلى الأراضي اللبنانية عبر منطقة القصر، إلا أن أبناء العشائر تصدوا لهم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة مسلحين وإصابة آخر بجروح خطيرة، نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات المنطقة، بحضور الجيش اللبناني.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر إعلامية إلى أن الجيش اللبناني قام بتسليم جثث المسلحين الثلاثة إلى السلطات السورية، في حين أفادت وسائل إعلام سورية عن مقتل ثلاثة من عناصر الجيش السوري في كمين قرب الحدود اللبنانية، دون تأكيد رسمي لهذه المعلومات.
وسط هذه المستجدات، تبقى الأوضاع على الحدود اللبنانية – السورية مشحونة، في ظل استنفار أمني خشية من تفاقم التصعيد وانعكاسه على الاستقرار في المنطقة.