أكدت مصادر سورية، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قد توغل في منطقة بريف القنيطرة جنوب غرب سوريا، حيث أقام حاجزًا مؤقتًا على أحد الطرق الرئيسية، وقام بتفتيش المارة، في خطوة تعدّ جزءًا من سلسلة التحركات العسكرية المتزايدة في المنطقة.
وفي التفاصيل، نقلت قناة “تلفزيون سوريا” أن القوات الإسرائيلية تقدمت يوم السبت على الطريق الواصل بين بلدتي رويحينة وبريقة، حيث أنشأت نقطة تفتيش مؤقتة وقامت بإخضاع المارة للفحص الأمني. هذا التوغل جاء بعد أيام من توغل آخر نفذته قوات إسرائيلية برفقة آليات ثقيلة في الحارة الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة، في وقت شهدت فيه المنطقة تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي كثفت نشاطاتها فوق المنطقة العازلة الواقعة قرب الحدود مع الجولان المحتل.
وتشهد مناطق جنوب سوريا تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات استهدفت مواقع في محيط دمشق ودرعا والقنيطرة، وسط أنباء عن استهداف منشآت عسكرية ومخازن أسلحة. كما عززت إسرائيل وجودها في المنطقة عبر عمليات توغل متكررة في المنطقة العازلة، التي تفصل بين مواقع الجيش السوري والقوات الإسرائيلية.
في خطوة لافتة، سيطر الجيش الإسرائيلي على مواقع استراتيجية جديدة، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، ما يعزز سيطرته الجغرافية ويزيد من تفوقه العسكري في المنطقة. وقد أفادت تقارير إعلامية أن هذه التحركات تندرج ضمن استراتيجية أمنية تهدف إلى “منع تموضع أي قوات معادية في محيط الجولان”، وفق تصريحات لمسؤولين عسكريين إسرائيليين.
وتُعدّ محافظة القنيطرة من المناطق الحساسة في النزاع السوري نظرًا لقربها من الجولان المحتل، الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ عام 1967. ورغم اتفاق فض الاشتباك الذي تم توقيعه عام 1974 برعاية الأمم المتحدة، إلا أن التوترات الأمنية ما زالت مستمرة. وقد كثفت إسرائيل في السنوات الأخيرة من عملياتها العسكرية في الجنوب السوري، معتبرةً أن هذه العمليات تستهدف “التهديدات الأمنية” القادمة من هذه المناطق.
ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل قد كثفت غاراتها الجوية في الأشهر الأخيرة مستهدفة ما تقول إنها مواقع عسكرية تستخدمها قوات “حزب الله” والقوات الإيرانية في سوريا، وهو ما تراه دمشق خرقًا مستمرًا لسيادتها.
