أشارت أوساط سياسية مطلعة لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أنه من الواضح، أن الحماوة التي تُسجّل حالياً على الجبهة الجنوبية، تسبق أي حل أو أي تصعيد، مع العلم أنه وفي ضوء التطورات الأخيرة، فإن مشهداً جديداً قد بدأ يتكرس في الميدان، بنتيجة القصف وعمليات الإغتيال وقصف وتدمير المنازل.
إلا أن الأوساط، من الناحية العملية، لم تلحظ أي التزام في عمليات القصف والغارات الإسرائيلية بما كان يسمى بقواعد الاشتباك. وأوضحت أنها ليست المرة الأولى التي تتخطى فيها الاعتداءات مناطق المواجهات في النبطية منذ يومين أو في الزهراني منذ أكثر من شهر، أو في الضاحية الجنوبية. وبالتالي، تشدد الأوساط على أن ما من سقف للعمليات الأمنية أو ما من قواعد اشتباك وفقاً لما هو متداول، مشيرة إلى أن التصعيد الإسرائيلي يترافق مع تهديدات وتصريحات وتسريبات إعلامية تفيد بأن الصواريخ التي أُطلقت في الساعات الماضية من الجنوب، لم تشهدها إسرائيل منذ العام 2006.
وبالتالي، فإن كرة النار تتدحرج جنوباً، برأي الأوساط، وذلك لا سيّما بعد تعثر الوساطات الجارية على المسارين الفلسطيني في غزة واللبناني في الجنوب، بعدما حَشدت إسرائيل أكثر من ثلاثة ألوية عسكرية على الجبهة الجنوبية.
ومن ضمن هذا السياق، اعتبرت الأوساط أن محاولة اغتيال أحد قادة المقاومة بقصف سيارته في النبطية مؤخرًا، وتزامن ذلك مع الاعتداءات على القرى الواقعة في مسافات أعمق من الحدود باتجاه الليطاني، تشكل تصاعدًا مقلقًا يتسابق مع المساعي الدبلوماسية، وبشكل خاص جهود فرنسا التي تهدف إلى خفض التصعيد. وبهذا المعنى، يبدو أن التصعيد قد يتجاوز حدوده الحالية، ويفتح المجال لاحتمالات عدة في الجنوب، ويتصل هذا السياق بالمشهد الإقليمي المتوتر بشكل أساسي، على الرغم من كل محاولات التهدئة التي تبدأ من غزة بالدرجة الأولى.