ينفذ الجيش الاسرائيلي العديد من العمليات العسكرية عند الحدود الجنوبية، وتشير التقارير الى ان اكثر من 30 قرية ومدينة تمتد على طول 120 كيلومتراً من الناقورة غرباً إلى شبعا شرقاً، دُمّرت معظمها بشكل كلي، الامر الذي ترافق مع توغل في العديد من النقاط… وبالتالي هل الحدود في خطر؟!
ذكّر الأستاذ في العلاقات الدولية الدكتور شربل سكاف، في حديث الى وكالة “اخبار اليوم” باتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي ينطلق من نقطة برية ويحمل توقيع رئيس الوزراء الاسرائيلي، ما يعني ان تل ابيب والامم المتحدة ملتزمتان بهذا الاتفاق، وبالتالي بالحدود الدولية.
وشرح سكاف، ان اي احتلال للاراضي اللبنانية – اذا حصل – لا يعني اي تغيير للحدود الدولية المعترف بها، مذكرا ان هذه الحدود مرسّمة من خلال اتفاق بوليه–نيوكومب سنة 1923، اي منذ ايام الانتداب البريطاني والفرنسي، اضافة الى اتفاقية الهدنة التي وقّعت عليها اسرائيل والتي تشكل مستندا معترف به حتى ولو ان هناك بعض النقاط غير الواضحة.
وإذ شدد على أن لبنان اليوم دولة ذات سيادة واضحة على ارضها، ذكر سكاف ايضا ان الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين كان قبل اندلاع الحرب قد عمل على ترسيم الحدود البرية في النقاط الـ13 المختلف عليها. كل هذا يعني، وفق سكاف، أن أي أمر واقع من خلال دخول عسكري الى الجنوب، لا يستطيع ان يغير في الحدود الدولية المعترف بها.
وأضاف: قد يلجأ الاسرائيلي الى نوع من الابتزاز والتهديد بعدم التراجع، الا ان الحدود تبقى حدودا حتى لو حصل اي “احتلال”، مشددا على ان النقاط الحدودية موجودة على الخرائط العالمية، ولا يمكن التلاعب بها اطلاقا.
أما عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فأشار سكاف الى ان هذه النقاط تحتاج الى اتفاق اولا بين الدولتين اللبنانية والسورية من اجل تحديد ملكيتها، وهنا ندخل في ترسيم حدود له تعقيد تاريخي، حيث سوريا ربما ترغب بترك هذه الورقة مبهمة من اجل التفاوض لاحقا مع لبنان او مع اسرائيل… وثانيا قد يكون هناك نقطة مشتركة بين الدول الثلاثة (لبنان، سوريا، اسرائيل).
وعلى اي حال، ختم سكاف: اللعب بالحدود الدولية ليس مسألة سهلة.