تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار

جعجع: “الحزب” ارتكب خطأً كبيراً ووجود السوريين لم يعد يتعلق بأسباب إنسانية!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن سبب عدم ذكره لـ”اتفاق الطائف” في خطابه عقب قداس شهداء المقاومة اللبنانيّة، مردّه إلى أن “لكل خطاب سياقاً محدداً، وأنه يفضل الحديث عن المواضيع التي تتناسب مع هذا السياق” وهو لا يقوم بحشر بعض الأمور فقط لمجرّد ذكرها.

وأشار جعجع في مقابلة عبر “العربيّة FM” إلى أن حزب “القوات اللبنانية” كان من أكبر المدافعين عن “اتفاق الطائف”، وقد دفع أثماناً باهظة نتيجة مواقفه.

وقال: “بناءً على ذلك، لدينا كل الأسباب لنكون الأكثر تمسكًا باتفاق الطائف. ولكن، إذا ما أردنا أن نكون موضوعيين مع أنفسنا، فبعد 34 سنة من تطبيق الطائف، ليس هناك دولة فعلية في لبنان. والوضع الراهن، كما يراه الجميع، هو أن قرار الدولة الاستراتيجي مسلوب، وليس لدينا أي استقرار، والمواطن اللبناني يعيش من دون أن يعرف ما سيحمله له الغد. هذا الواقع الذي نعيشه يفرض علينا أن نتوقف ونعيد التفكير مليًا وبشكل عميق جدًا في كل شيء، لنرى أين تكمن المشكلة”.

أضاف: “عندما تحدثت عن تعديل الدستور، قلت إن البعض بدأ يتحدث بلغة العدد في لبنان، وهذا أمر يناقض الدستور. فإذا كان أحدهم في لبنان يريد تعديل الدستور، فلا مانع لدينا، ففي النهاية الدستور ليس إنجيلاً ولا قرآنًا”. وتابع: “لم أر شعبًا يحب لبنان أكثر من شعوب الدول الخليجية والشعب السعودي تحديدًا، لكن الشعب السعودي والشعوب الخليجية أدارت وجهيها عن لبنان منذ خمس سنوات حتى اليوم. ليس لأنها لا تحب لبنان، بل لأنها رأت أن شيئًا لم يعد قائمًا في هذا البلد. الواقع الذي نعيشه يستدعي منا التوقف والنظر مليًا في ما جرى، لنرى أين تكمن المشكلة”.

جعجع اعتبر أن “الأهم هو أن نصل إلى دولة فعلية في لبنان. لذا، السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يجب أن نقوم به لتحقيق هذا الهدف، لأننا حتى اللحظة لا نملك دولة فعلية في لبنان، بل بالعكس، الدولة تتدهور أكثر فأكثر. فعلى سبيل المثال، ينص الدستور على أن النواب يجب أن يتداعوا قبل انتهاء المهلة الدستورية للولاية الرئاسية بشهرين وعند شغور السدة الرئاسية لأي سبب كان إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية، ولا يقوم النواب بأي عمل تشريعي حتى انتخاب الرئيس. فأين نحن من الدستور في هذا المجال؟ في كل ساعة يطلون علينا بفكرة جديدة أو اختراع جديد، سواء كان حول الحوار أو غيره. فليتحاوروا قدر ما يشاؤون خارج الدستور، لكن ما أريد أن أقوله هو أن الوضع الدستوري في لبنان (مخربط)، ناهيك عن أن الوضع العام برمته (مخربط)، لذا يجب أن نجلس ونراجع ما حدث معنا لإيجاد الحلول، وليس لتقاذف المسؤوليات بيننا”.

واعتبر جعجع أن دخول “حزب الله إلى الحرب في 8 تشرين الأول 2023 بعد يوم من بدء الهجوم من غزة كان خطأً استراتيجيًا، لأنه أعطى إسرائيل ذريعة لمواجهة الحزب بشكل مباشر”.

وقال: “ربما إسرائيل لم تكن تفكر بادئ الأمر في حزب الله، لكنه بدخوله فتح الباب واسعاً أمامها لتنفيذ ما تريد. وبعد ذلك، تتالت الأحداث كما شهدناها”، معتبراً أن “لا أحد يعلم إلى متى قد يستمر الوضع على ما هو عليه، باعتبار أن تسلسل العمليات العسكرية من جهة، وتسلسل الأحداث السياسية من جهة أخرى، هما ما سيحددان مسار الأمور، وإذا أردنا الاعتماد على نسق المسار التصاعدي للأحداث، فأنا أرى أن هذه المرحلة ستستمر حتى إشعار آخر”.

وفي ما يخص قضية الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، انتقد جعجع الوضع الراهن بشدة، مؤكدًا أن لبنان لم يعد قادرًا على تحمل أعباء مليوني لاجئ سوري يعيشون على أراضيه بشكل غير شرعي. واعتبر أن وجود هؤلاء السوريين لم يعد يتعلق بأسباب إنسانية تتعلق باللجوء، بل أصبح قضية اقتصادية بحتة. وأوضح أن العديد من السوريين في لبنان يتلقون مساعدات مالية من المنظمات الدولية تفوق دخلهم في سوريا، ما يجعلهم يفضلون البقاء في لبنان بدلاً من العودة إلى بلادهم. وأكد أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، وأنه يجب على الدولة اللبنانية أن تتخذ موقفًا واضحًا وحاسمًا بشأن هذه القضية.

وتحدث جعجع عن جهود “محور الممانعة” للسيطرة على لبنان، موضحًا أن هذا المحور يسعى إلى وضع يده على مفاصل الدولة الرئيسية، وخصوصاً رئاسة الجمهورية.

وأكد أن “محور الممانعة” فشل في فرض مرشحه للرئاسة بسبب عدم امتلاكه الأغلبية المطلوبة.

وقال: “محور الممانعة” رشح الوزير سليمان فرنجية وحاول بشتى الطرق إيصاله، لكنه في أقصى الحالات حصل على 51 صوتاً فقط، في حين حصل مرشحنا جهاد أزعور، بتحالفات ظرفية، على 59 صوتاً. لم يجرؤ المحور على الاستمرار في جلسة انتخابية ثانية، لأنه في هذه الحالة كان مرشحنا سيفوز”.

وأوضح أن دعوة (رئيس مجلس النواب نبيه) بري في غير مكانها،

واستطرد: “قلت في خطاب قداس الشهداء إن أول ما يجب أن نقوم به بعد انتخاب رئيس هو عقد طاولة حوار رسمية في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، وعندها نطرح كل أمورنا”.

وعن إمكان قيام تسوية مع حزب الله، أجاب جعجع: “لا مانع أبداً، إذا غير من مساره كلياً وتحول إلى حزب لبناني مثل الأحزاب الأخرى، ولكن أن يكون تنظيماً عسكرياً مرتبطاً عضوياً بالحرس الثوري الإيراني وينفذ استراتيجية إيران في لبنان، طبعاً لا إمكان لأي تسوية لأنها تحتاج إلى حد أدنى من المقومات، والحد الأدنى من المقومات المطلوبة هو عودة الحزب إلى لبنان كأي حزب سياسي”.

ورفض جعجع معادلة البعض بأن المسيحيين أصبحوا 30% وعليهم تقبل ما يفرض عليهم، قائلاً: “الدستور اللبناني ليس مبنياً على الأرقام، وإن كانوا لا يريدون الدستور اللبناني يمكننا أن نتحدث، وعندها ندخل في التفاصيل.” شدد على أنني لست قلقاً على الوضعية المسيحية في لبنان وكي لا أكون قلقاً علي أن أحفظ حقوق هذه الوضعية.