كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
كثر هنّ النساء اللواتي يجدن أنفسهنّ غير قادرات على العمل خصوصا حينما يصبحن أمهات، فيُضحين مضطرات على مزاولة المنزل حتى يكنّ دائما إلى جانب الاولاد… ولكنّ في السنوات الاخيرة تحوّل كثر من هؤلاء إلى نجوم بين ليلة وضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا “tiktok”، بعدما وجدن في التطبيق مساحة مهمّة تدرّ عليهنّ الاموال.
تروي سارة، وهي سيدة منزل، انها مولعة بالطبخ وإعداد الاطباق المميزة التي تخترعها من خلال مزج مكونات غريبة مع بعضها البعض، وتشير في حديث لموقع” mtv” الالكتروني الى انها لطالما كانت تسمع تشجيعا من الاصدقاء والأقارب حتى تؤسس عملا لها في هذا المجال، إلا أنها دائما ما كانت تتردّد، إلى أن أنشا لها شقيقها حسابا على tiktok ونصحها بنشر بعض الأطباق التي تحضرها… وهنا كانت البداية.
وتقول: “أولى الفيديوهات لي كانت عادية ولم ألق تجاوبا كبيرا، غير انني واظبتُ على نشر الفيديوهات للتسلية، إلى أن وجدت نفسي فجأة مع آلاف المشاهدات والرسائل المشجّعة، وهنا شعرتُ ان كلّ شي من حولي تغيّر”.
تشعرُ اليوم سارة أنها تحوّلت إلى سيّدة بمهام كثيرة، فهي أمّ بالدرجة الأولى وزوجة، كما أنها باتت تجني الكثير بفضل فيديوهاتها، من دون أن تضطرّ إلى الخروج من المنزل وترك أولادها.
وفي الأشهر الاخيرة، وسّعت عملها، وباتت تنشر أسبوعيا لائحة بالأطباق التي ستحضّرها لكل يوم من الأسبوع ويختار المتابعون الاطباق التي يريدون ان يطلبوها… وهي اليوم باتت تستعين بشقيقتها لمساعدتها في تحضير الطلبيات الكثيرة التي تنهال عليها أسبوعيا.
وتضيف سارة: “لم أتوقّع يومًا أن أكون فاعلة وناجحة كما انا اليوم، وأشعرُ بفخرٍ كبير لما أحقّقه ولانني صرتُ قادرة أن أكون معيلة أيضا للعائلة”.
قصة نجاح سارة تشبه إلى حد كبير، قصّة مايا التي تركت عملها خلال فترة كورونا وقررت مذاك إلتزام المنزل خصوصا مع الانهيار الاقتصادي في لبنان وتراجع قيمة الرواتب عموما في البلاد. إلا انها وجدت ايضا في الفترة الاخيرة متنفّسًا على tiktok من خلال نشرها فيديوهات لكيفية وضع الماكياج وتنسيق الملابس.
تقول مايا في حديث لموقعنا: “انا في الاساس أهوى الماكياج وكل ما له علاقة بالموضة، وأردت في البداية أن أتسلّى على تيكتوك ولم يكن هدفي أبدا أن أحقق أرباحا أو شهرة، غير ان الامور تطوّرت بسرعة، ووجدت نفسي أمام آلاف التعليقات والمشاهدات، وصرت أشعر ان لديّ إدمانا على التطبيق، حتى أنه بات بالنسبة لي اشبه بجرعة من الإيجابية والتفاؤل بفعل التعليقات المشجّعة الكثيرة والتي تعبّر عن الاحترام والمحبة لي”.
من “ستّات بيوت” إلى نساء عاملات من خلف شاشة الهاتف… هكذا تحوّلن بكبسة زرّ إلى عاملات من دون دوام، وهكذا اقتحمت السوشال ميديا حياتنا.. فكما حوّلها بعضهم إلى غباء وإجرام، استفاد منها آخرون بذكاء، فجعلوه قولا وفعلا… “شغلِتن وعَملتن”!