جاء في موقع “mtv”:
قبل أن يُقتل باسكال سليمان، الذي تحيي عائلته ذكراه الأربعين اليوم، على أيدي سوريّين، وقبل أن تنطلق موجة الغضب على النازحين السوريّين والوعي على خطورة وجودهم بهذا العدد الكبير، يحقّ للتيّار الوطني الحر ورئيسه أن يقولا: كنّا السبّاقين في التحذير.
إذا عدنا بالأرشيف الى المواقف عند بدء النزوح السوري الى لبنان، يتصدّر جبران باسيل المشهد مع تحذيره المتكرّر من أنّ النازحين السوريّين سيشكّلون قنبلة موقوتة، في وقتٍ كانت أحزاب أخرى تبالغ في التعاطف مع هؤلاء، بحجّة أنّهم هاربين من نظامٍ ظالم بحقّهم.
وأقرن “التيّار” القول بالفعل، فنظّم حملات ومؤتمرات، ودعا الى الحدّ من العمالة السوريّة مشدّداً على إعطاء الأولويّة للعامل اللبناني. وبدت هذه الحملات استمراريّة لما كان يقوم به “التيّار” في زمن الاحتلال السوري للبنان.
أمّا اليوم، فيصرّ التيّار الوطني الحر على أن يبقى رأس حربة في مواجهة خطر النزوح، وهو بادر الى تحديد موقفه من هبة المليار دولار، معترضاً على القبول برشوة تبقي النازحين على أرضنا، كما قام بتحرّكين على خطّين، الأول شعبي والثاني رسمي، بحثاً عن حلول لهذا الملفّ الشائك.
وربما ما يجب أن يقوم به “التيّار”، كما الأحزاب الأخرى التي تملك الموقف نفسه، هو توحيد التحرّكات وصولاً الى موقف لبناني موحّد، لأنّ هذا الملف ممكن أن يشكّل نقطة التقاء بين اللبنانيّين، بهدف التحرّك على أكثر من صعيد، بدءاً من دور البلديّات وصولاً الى تحرّكات في الخارج.
وإذا كان من حقّ “التيّار” أن يفتخر بأنّه كان السبّاق في التحذير، فإنّ من واجبه اليوم أن يبادر نحو توحيد اللبنانيّين في مواجهة القنبلة التي اقتربت من الانفجار…