جرعة رابعة للقاح فيروس كورونا قد يُوصى بها في الخريف.. والسبب؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لإعلان منظمة الصحة العالمية عن جائحة “كوفيد-19″، بتاريخ 11 مارس/ آذار، تسعى المزيد من الدول إلى طرح أو مناقشة إمكانية إعطاء جرعات رابعة من لقاح فيروس كورونا لسكانها الأضعف.

وفي الولايات المتحدة، يقول كبار مسؤولي الصحة العامة إنهم يراقبون “بحذر شديد” ما إذا أو متى قد تكون هناك حاجة لجرعة رابعة من اللقاح.

وكانت إسرائيل أول دولة تطرح جرعات رابعة من اللقاح، حيث أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن البالغين من فئة كبار السن أي 60 عامًا وأكثر، والعاملين في المجال الطبي، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، لديهم الأهلية لتلقي جرعة إضافية إذا مرت أربعة أشهر على الأقل منذ تلقيهم الجرعة الثالثة.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت وكالة الصحة العامة في السويد أن الجرعات المنشطة الثانية موصى بها لكل من يبلغ من العمر 80 عامًا وأكثر في البلاد.

وفي الولايات المتحدة، شدد مسؤولو الصحة في أواخر العام الماضي على أن الجرعات الرابعة ليست ضرورية بعد، وقالوا إنه من السابق لأوانه مناقشة جرعة رابعة محتملة من لقاح فيروس كورونا لغالبية الناس.

والآن، تبحث إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “باستمرار في البيانات الناشئة عن الوباء والمتغيرات في الولايات المتحدة وخارجها من أجل تقييم الفائدة المحتملة وتكوين الجرعات المعززة” حسبما ذكرته المتحدثة باسم إدارة الغذاء والدواء أليسون هانت في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـCNN يوم الجمعة.

وأكدت أنه على الرغم من أن الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز تقييم وبحوث البيولوجيا التابع لإدارة الغذاء والدواء، قد أشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين بشأن كيفية تطور الوباء بشكل أكبر، إلا أنه قال أيضًا إنه من الممكن أن يوصى بجرعة رابعة خلال الخريف.

ويتزامن ذلك الجدول الزمني مع إعطاء لقاح الإنفلونزا، والذي قد يكون مناسبًا للأشخاص ويكون منطقيًا علميًا لأن فيروسات الجهاز التنفسي – مثل فيروس كورونا والإنفلونزا – تميل إلى الذروة خلال أشهر الشتاء.

وكتبت هانت: “مع توفر المزيد من البيانات حول سلامة وفعالية لقاحات كوفيد-19، بما في ذلك استخدام جرعة معززة، سنواصل تقييم العلم المتغير بسرعة وإبقاء الجمهور على اطلاع”.

وأضافت أن “أي قرار بالحاجة إلى جرعات معززة إضافية سيعتمد على البيانات المتاحة للوكالة”.

وعندما تسمح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بجرعة رابعة للجمهور، فإن الخطوة التالية ستكون أن تقوم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بمراجعة البيانات قبل تقديم توصية للاستخدام، كما فعلت الوكالة لتوصيات لقاح فيروس كورونا الأخرى.

التطعيم والجرعات المعززة

وشهدت الولايات المتحدة مؤخرًا تحسنًا كبيرًا في عدد حالات الاستشفاء والوفيات الناجمة عن “كوفيد-19”. واعتبارًا من يوم الجمعة، انخفضت الإصابات بنسبة 44% مقارنة بالأسبوع السابق، وانخفضت حالات العلاج في المستشفيات بنسبة 26%، وانخفضت الوفيات بنسبة 13%، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، خلال إحاطة لفريق العمل المعني بمكافحة “كوفيد-19” في البيت الأبيض يوم الأربعاء إن “التطعيم والتعزيز بمثابة أمرين حاسمين في الحفاظ على هذا المسار التنازلي، لا سيما عندما تتحدث عن المنحنى الأحمر لمرض خطير يؤدي إلى دخول المستشفى”.

وأوضح فاوتشي أن “المتطلبات المستقبلية المحتملة” للحصول على جرعة معززة إضافية أو جرعة رابعة من لقاحات تقنية الحمض النووي الريبي المرسال، “فايرز” و”مودرنا”، أو جرعة ثالثة من لقاح “جونسون آند جونسون” تتم مراقبتها بعناية في الوقت الفعلي، لافتًا إلى أن التوصيات، إذا لزم الأمر، سيتم تحديثها وفقًا للبيانات أثناء تطورها.

وأضاف أنه “سيتم تحديث التوصيات، إذا لزم الأمر، وفقًا للبيانات أثناء تطورها”.

وليس لدى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها توصية بجرعات رابعة من لقاح فيروس كورونا لعامة الناس، لكن الوكالة قامت بتحديث إرشاداتها في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، لتلاحظ أن بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة بشكل معتدل أو شديد قد يتلقون جرعة رابعة من لقاحي “مودرنا” أو “فايزر”.

وأشار فاوتشي، خلال الإحاطة، إلى أنه “بالنسبة للأشخاص المؤهلين مناعياً، تستمر جرعة معززة واحدة في توفير مستويات عالية من الحماية ضد الأمراض الشديدة التي يسببها أوميكرون”.

وأضاف: “لا ينبغي الخلط بين هذا الأمر وحقيقة أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، يوصى بالفعل بجرعة معززة ثانية – أي جرعة رابعة من لقاح تقنية الحمض النووي الريبي المرسال – بسبب ما نعرفه عن استجابتهم الضعيفة للنظام الأولي”.

وفي الوقت ذاته، يواصل مصنّعو اللقاح دراسة الجرعات الرابعة في مجموعات سكانية أوسع.

وأظهرت دراسة نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي أن الحماية من دخول المستشفى وقسم الطوارئ أو زيارات الرعاية العاجلة لـ”كوفيد-19″ أعلى بكثير بعد تلقي جرعة اللقاح الثالثة مقارنة بالجرعة الثانية، لكن هذه الحماية تتضاءل مع مرور الوقت.

ومع وجود متحور “أوميكرون” السائد في الولايات المتحدة، كانت فعالية اللقاح 87% ضد دخول قسم الطوارئ أو زيارات الرعاية العاجلة و91% ضد الاستشفاء خلال الشهرين التاليين لتلقي الجرعة الثالثة.

وأظهرت البيانات أن الفعالية تراجعت إلى 66% و 78% على التوالي بحلول الشهر الرابع، وقال فاوتشي إن مستوى 78 لا يزال يُعد “منطقة حماية جيدة”.

ومن جانبه، قال الدكتور كريستوفر موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن، لـCNN يوم الجمعة إنه يعتقد أن تلقي جرعة رابعة “ليس له معنى” في الوقت الحالي – ولكن ربما يكون أكثر منطقية في الخريف أو الشتاء المقبل.

وتابع: “نظرًا لأن أوميكرون سيختفي، فإن مناعة الجرعة الثالثة تتضاءل، ومن المحتمل أن تتضاءل الجرعة الرابعة أيضًا. لذلك نرغب في تحديد وقت جرعة رابعة عندما يكون هناك متحور جديد أو خلال الشتاء المقبل”.

وأضاف: “لذلك أعتقد في الوقت الحالي، ما لم تكن تعاني من نقص المناعة أو كنت أكبر سنًا، ما لم يكن لديك بعض المخاطر الشخصية، فلن يكون ذلك منطقيًا”.

وأدى البحث الذي أظهر بعض المناعة المتضائلة بعد تلقي جرعة ثالثة إلى مزيد من النقاش حول ما إذا كانت الجرعات الرابعة مطلوبة أم لا.

وأوضحت لوري تريميل فريمان، الرئيسة التنفيذية للرابطة الوطنية لمسؤولي الصحة في المقاطعة والمدينة، لـ CNN يوم الجمعة أن إدارات الصحة تنظر في هذه البيانات، وتنتظر إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والشركات المصنعة للأدوية.

وأشارت فريمان إلى أن توقيت الجرعات الرابعة لا يعتمد فقط على ضعف المناعة “بل يعتمد أيضًا على ما إذا كنا نرى المزيد من المتحورات وما نكتشفه من حيث فعالية اللقاح الإضافية لأي إصابات جديدة ناشئة”.

وأضافت فريمان أنه إذا كانت هناك حاجة لجرعات رابعة، فإن “الإدارات الصحية ستدخل في وضع الاستعداد لإعطاء الجرعة الرابعة بالطريقة التي تعاملوا بها مع الجرعات السابقة”.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار