ماذا لو فعل الناتو المادة 4 لمواجهة روسيا بعد “الصواريخ” على بولندا ؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

ما أن أعلنت بولندا سقوط صاروخين على أراضيها، يعتقد أن مصدرهما روسيا، حتى جاء الرد من واشنطن، حيث أكد البنتاغون على التمسك بـ “الدفاع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي”.

وبعد ساعات من الاتصالات وردود الفعل الدولية والتحرك على مستوى الدول الأعضاء، أعلن حلف شمال الأطلسي، الناتو، عقد اجتماع طارئ، الأربعاء، لبحث حادث سقوط صواريخ في بولندا، الدولة العضو في الحلف.

كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أجرى محادثات هاتفية مع أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، حول ما جرى في بولندا.

وفي وارسو، أعلن متحدث باسم الحكومة البولندية، الثلاثاء، رفع مستوى تأهب جزء من وحداتها العسكرية.

وقال المتحدث، بيوتر مولر، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي في وارسو، “اتخذنا قرارا برفع مستوى تأهب بعض من الوحدات القتالية وغيرها من الأجهزة”.

وأضاف أن بولندا تتحقق مما إذا كانت بحاجة إلى طلب إجراء مشاورات بموجب المادة 4 من معاهدة التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي، الناتو.

فما نص المادة 4 من اتفاقية الناتو؟

وفق المادة الرابعة من معاهدة حلف الناتو، فإن “الأطراف المشتركة في الحلف ستتشاور مع بعضها كلما رأى أي طرف منهم أن السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي أو الأمن لأي من الأطراف مهدد”.

ومنذ تأسيس الحلف عام 1949، تم تفعيل المادة الرابعة خمس مرات فقط. وبولندا عضو في حلف الناتو منذ عام 1999، وتتمع بالحق في اللجوء إلى المادة الرابعة.

وبولندا من الدول التي تمتلك تاريخا مريرا مع روسيا، التي قامت – بالإضافة إلى ألمانيا النازية – باحتلال أجزاء من بولندا عام 1939، مطلقة الحرب العالمية الثانية، قبل أن تصطف روسيا – الاتحاد السوفيتي آنذاك – إلى جانب الحلفاء لمحاربة الألمان، وتسلم السلطة في الأربعينات إلى حلفاء لها في البلاد، عقب ما وصف بأنه عمليات قمع واسعة النطاق شملت آلاف البولنديين.

وبالإضافة إلى المادة الرابعة، تتمتع بولندا بحماية المادة الخامسة من معاهدة حلف الناتو، التي تشير بكل وضوح إلى أن “هجوما مسلحا ضد واحد أو أكثر من أعضاء حلف الناتو في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجوما ضدهم جميعا”.

رد فعل الناتو

سيخرج الاجتماع، الأربعاء، بموقف واضح، كما أنه من المؤكد – وفقا لمعاهدة الناتو – سيتم إبلاغ مجلس الأمن بهذا الهجوم في حال تم تفعيل المادة الخامسة.

وتشترط المادة الخامسة “إبلاغ مجلس الأمن على الفور بأي هجوم مسلح من هذا القبيل، وجميع التدابير المتخذة نتيجة له، وتنتهي هذه التدابير عندما يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لاستعادة وصون السلم والأمن الدوليين “.

ولم يتم تفعيل المادة 5 من المعاهدة إلا مرة واحدة في تاريخ حلف شمال الأطلسي، في أعقاب الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، وحينها رد الناتو عسكريا من خلال أسراب من الطائرات التي قامت بتأمين سماء الولايات المتحدة، كما شن عملية بحرية في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة عمليات التهريب.

وفيما أنه من المؤكد – في حال طلب تفعيل بولندا للمادة الرابعة من اتفاقية الناتو، فإن أعضاء الحلف سيجتمعون لبحث الردود المحتملة على الهجوم، والرد قد لا يكون بالضرورة عسكريا، حيث لا تشترط المادة الخامسة إعلان الحرب مباشرة بعد هجوم على الأعضاء.

وتشير ذات المادة إلى أنه “في حالة حدوث مثل هذا الهجوم المسلح، فإن كل واحد من الأعضاء يحق له ممارسة حق الدفاع عن النفس الفردي أو الجماعي المعترف به في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وسيساعد الطرف أو الأطراف التي تعرضت للهجوم من خلال اتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية على الفور، بشكل فردي وبالتوافق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، لاستعادة الأمن في منطقة شمال الأطلسي والحفاظ عليه”.

ردود الفعل

ويمثل الحادث، في حال ثبت أن روسيا مسؤولة عن الصواريخ التي سقطت في بولندا، المرة الأولى التي تمتد فيها حرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خارج حدود أوكرانيا إلى أراضي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن “صدمته” بسبب الأنباء عن مقتل أشخاص بعد سقوط الصواريخ في بولندا، فيما قالت الولايات المتحدة إنه “من غير الممكن تأكيد التقارير الواردة من بولندا”، والمتعلقة بصواريخ روسية “عبرت إلى بولندا”.

وأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، “سيتحدث مع نظيره البولندي بشأن التقارير عن سقوط صواريخ روسية على الأراضي البولندية”.

وقالت هولندا وألمانيا إنهما يراقبان الوضع وهما على تواصل مع بولندا والحلفاء في الناتو بعد الأنباء عن سقوط صواريخ على الأراضي البولندية.

وقال وزير دفاع لاتفيا، أرتيز بابريكس، على تويتر “تعازي للبولنديين، إخواننا في السلاح، أطلق النظام الروسي الإجرامي صواريخ لا تستهدف المدنيين الأوكرانيين فحسب، بل سقطت أيضا على أراضي الناتو في بولندا. لاتفيا تقف تماما مع الأصدقاء البولنديين وتدين هذه الجريمة”.

وأصبحت لاتفيا أول دولة من حلف الناتو تتهم روسيا صراحة بالهجوم، ودعا وزير الدفاع بابريكس إلى تفعيل المادة 4 من معاهدة الحلف.

وقال متحدث باسم الحكومة المجرية إن رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، سيعقد أيضا اجتماعا لمجلس الدفاع في البلاد ردا على “الصاروخ الذي أصاب أراضي بولندا”.

وتقول مجلة بزنس إنسايدر إن معرفة “سبب سقوط المقذوفات الروسية في بولندا” قد يكون له تأثير كبير على رد الفعل.

ونقلت مراسلة واشنطن بوست، ليز غودوين، عن السناتور، بوب مينينديز، وهو ديمقراطي من نيوجيرسي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للصحفيين قوله “إنه لا يعتقد أن الضربة كانت متعمدة”.

وقال مينديز “يجب أن أصدق أنه كان خطأ من روسيا”، مضيفا “إذا كان الأمر كذلك، فيجب على روسيا أن تخرج بسرعة كبيرة وتقول ذلك”.

ويأتي الحادث في الوقت الذي أطلقت فيه روسيا وابلا من الصواريخ في جميع أنحاء أوكرانيا يوم الثلاثاء، مما ترك نصف سكان كييف بدون كهرباء.

ونفت روسيا بقوة مسؤوليتها عن سقوط الصواريخ على القرية البولندية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الأنباء التي تحمل موسكو المسؤولية “استفزاز متعمد يهدف إلى التصعيد”.

وقال مجلس الدوما الروسي إن “القوات الأوكرانية قد تكون متورطة في الانفجار الذي وقع شرقي بولندا للاستفادة من الاستفزازات بهدف استدراج دول الناتو إلى مواجهة روسيا”.

لكن أوكرانيا، من جهتها، نفت بشدة “نظرية المؤامر” بأنها مسؤولة عن سقوط الصواريخ في بولندا.

واتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، روسيا بإطلاق صواريخ على بولندا، معتبرا ذلك “تصعيدا كبيرا” في الغزو الروسي لبلاده، فيما عبر الاتحاد الأوروبي عن “صدمته” لسقوط قتلى.

وقال زيلينكسي، في كلمة إلى الأمة، “اليوم ضربت صواريخ روسية بولندا، أراضي دولة حليفة. قتل أشخاص. رجاء تقبلوا تعازينا”.

ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقطعا قالت إنه يظهر سقوط الصواريخ على القرية البولندية.

الموقف في واشنطن

وقالت مراسلة قناة CBS الأميركية، كاتي سمبسون، نقلا عن الصحفيين الذين يرافقون الرئيس بايدن إلى قمة مالي إن “الرئيس (بايدن) أطلع على خبر سقوط الصواريخ”.

وقالت الخارجية الأميركية إنها تعمل “على التأكد مما حصل في بولندا وما سيليه، حيث نتواصل مباشرة مع شركائنا في الحكومة البولندية”.

لكن أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول وصفته بالبارز في الاستخبارات الأميركية، الثلاثاء، قوله إن الصواريخ روسية.

وشددت الخارجية على عدم ” الدخول في فرضيات، حيث لا نعرف ما حصل حتى الآن”، مستدركة أنه ” لا يفاجئنا أنه وبعد تحرير خيرسون تحاول روسيا مرة أخرى أن تغرق أوكرانيا في الظلمة”.

كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه “على علم بالتقارير الصحفية بشأن سقوط صاروخين روسيين داخل بولندا على الحدود مع أوكرانيا، وليس لدينا أي معلومات حتى الآن”، وأضاف قائلا: “سندافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي”.

وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون روسيا مرارا من أن هجوما على أراضي حلف شمال الأطلسي سيؤدي إلى رد قوي.

وقال بايدن في مارس “لدينا التزام مقدس بموجب المادة 5 بالدفاع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي بكل قوة من قوتنا الجماعية”.

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار