من يريد إغتيال المختارة؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

“إذا كان العمر قد أشرف على شتائه، إلاّ أن المسيرة مستمرة”، بهذه العبارة الهادئة التي تختصر مسيرة خمسين عاماً من العمل السياسي، والمثقلة بالتجارب، أراد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، التوجّه إلى جمهور الجبل بكلّ مكوّناته أولاً، وإلى الجمهور الكبير على امتداد الوطن ثانياً، وإلى القوى السياسية الحليفة له أو المتخاصمة معه التي اتهمها بالتحضير ل”الإغتيال الجديد” ثالثاً.

أكثر من رسالة واتهام حملها خطاب زعيم المختارة، وفي توقيت مفصلي، أطلق التحذير المدوّي من اغتيالٍ ثانٍ يتعرّض له، عبر صناديق الإقتراع، والذي لا يقلّ خطورةً عن الإغتيال الجسدي أو السياسي، وفق ما كشف مصدر قيادي في الحزب التقدمي الإشتراكي ل”ليبانون ديبايت”، موضحاً أن محور الممانعة يريد أن يمدّ يده إلى مختلف الشرائح الوطنية، ليقتنص منها “مقاعد” ويوسّع من سطوة نفوذه على القرار الوطني المستقل. واعتبر المصدر، أن هذه الكلمة، والتي أتت في لحظة مفصلية على مشارف الإنتخابات النيابية، هدفت للتأكيد على ضرورة المواجهة السلمية والديمقراطية مع هذا المحور، من خلال صناديق الإقتراع، لرفض جرّ لبنان إلى محور إقليمي يتناقض بأهدافه مع دور لبنان ورسالته.

وعن الأطراف التي وجّه إليها جنبلاط رسائله بالأمس، قال المصدر القيادي نفسه، إن زعيم المختارة استعاد، ومن خلال التذكير بتصدّي الشهيد كمال جنبلاط في العام 1976 وحيداً لدخول الجيش السوري، وذلك، قبل ولادة أطراف سياسية أخرى تحاضر اليوم بالسيادة والإستقلال، هو للتذكير بأن هذا الرجل دفع حياته ثمناً للحفاظ على السيادة والإستقلال، ورفضاً للدخول في السجن العربي الكبير، كما وصفه كمال جنبلاط.

كذلك فإن رئيس “الإشتراكي” توجّه برسالة إلى العمائم البيضاء أو المشايخ في الطائفة الدرزية، والذين ربطتهم تاريخياً وعلى مدى السنوات الخمسين الماضية، علاقة وطيدة معه، حيث لفت المصدر، إلى أن جنبلاط لم ينسَ دورهم في مرحلة الحرب الأهلية، عندما خاضوا حرب الدفاع عن الوجود إلى جانب مقاتلي جيش التحرير الشعبي أو الحزب الإشتراكي، وذكّرهم اليوم بهذه المحطات من التلاحم، إذا صحّ التعبير، بين مختلف شرائح الطائفة الدرزية، داعياً إياهم إلى المشاركة في هذه اللحظة التاريخية، وصدّ الهجمة التي تتعرّض لها الطائفة من قبل محور الممانعة.

ووفق المصدر القيادي نفسه، فإن زعيم المختارة، أراد من خلال هذا الخطاب، التذكير بالعديد من المحطات التاريخية، لأنه في جانب معين، هناك دائماً مزايدات على الدور الذي قام ويقوم به وليد جنبلاط، وأيضاً إصدار اتهامات منافية للوقائع التاريخية، ولذلك، هو اراد استعادة كلّ هذه الوقائع والتذكير بالمراحل السابقة.

وكذلك لفت المصدر إلى إشارة جنبلاط للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي ربطه به حلف مقدّس كما كان يقال في تلك الحقبة، وقد استمر إلى ما بعد استشهاده، وبالتالي، للتذكير في هذا المجال، بأن وليد جنبلاط، هو أيضاً من قاد انتفاضة الإستقلال وحركة 14 آذار، وهو الذي وجّه ذلك الإجتماع الشهير في قريطم ليلة اغتيال الرئيس الشهيد، وإلاّ كانت الأمور ستسير باتجاه تكريس الوصاية السورية وتأبيد الوجود السوري في لبنان، هو الذي قاد تلك الحركة الإعتراضية السياسية والشعبية الكبيرة، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005.

ورداً على سؤال عن “حديثي النعمة” الذين توجّه إليهم جنبلاط في خطابه، أوضح المصدر، أنه القوى السياسية “الجديدة”، التي تعتبر أن تاريخ لبنان قد بدأ معها.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار