ماكرون سأل عن المساعدات السعودية… وأوساط بخاري: لبنان أضاع 22 اتفاقاً

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

استأثر موقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستوضحا عن المساعدات السعودية للبنان باهتمام لافت، لا سيما ان ثمة تناغما وتواصلا وتنسيقا بين الفرنسيين والسعوديين، وباريس ملمّة بالشأن اللبناني، أضف أن هناك صندوقا استثماريا تنمويا أنشأه البلدان. لذا السؤال: هل ثمة تباين بينهما حيال الملف اللبناني؟

بداية، يؤكد السفير السعودي وليد بخاري التنسيق القائم مع باريس، وانه حصل على الجواب الشافي من مستشار ماكرون السفير باتريك دوريل حول الطائف عندما أكّد دوريل لبخاري أن فرنسا مع الطائف، وكل ما يقال عكس ذلك لا صحة له، ولكن في سياق آخر فان فرنسا تتواصل بشكل دائم مع “حزب الله” أكان من خلال السفير السابق في لبنان برنار فوشيه أو السفيرة الحالية آن غريّو، مع فارق أن باريس شنّت أخيرا حملة على إيران متّهمة إياها بتقويض الاستقرار في المنطقة عبر تدخلها في هذا البلد وذاك، وهذا ما يحصل للمرة الأولى. فهل ستكون لهذا الامر تداعياته على صعيد التواصل الفرنسي مع طهران لممارسة ضغوطها على “حزب الله” لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟

وبالعودة الى ما أشار اليه ماكرون عن المساعدات السعودية، وبحسب مصادر سياسية متابعة، يفترض ان الرئيس الفرنسي على بيّنة من الموقف السعودي المنسَّق معه حول المساعدات التي يجب أن تأتي بعد الشروع في الاصلاح، وعندها يصار الى تسييل أموال مؤتمر “سيدر” المجمّدة بعد التطورات المتسارعة في لبنان. لكن المملكة، كما تتابع المصادر، تعتبر تاريخياً الداعم الأساسي للبلد وثمة ظروف وتحولات ومتغيرات حصلت في السنوات الماضية، كان لها دورها على صعيد المساعدات التي تقدمها الدول المانحة، أو على خط الدعم الأبرز من الرياض وذلك منذ حرب اليمن ودعم “حزب الله” للحوثيين، وحينذاك كان للسعودية أكثر من سؤال للدولة اللبنانية حول تدريب الحوثيين ومعالجة جرحاهم في بعض المستشفيات لتتطور الأمور من خلال حملات الحزب التي استهدفت القيادة السعودية، ناهيك عما قام به بعض الوزراء المحسوبين على عهد الرئيس السابق ميشال عون وتياره البرتقالي من إساءة للسعودية. كل هذه العناوين كان لها أثرها السلبي على صعيد جدولة المساعدات، ليس من المملكة فحسب بل من الدول المانحة عموما.

وتضيف المصادر أن هذه العناوين أثّرت على خط المساعدات ليقتصر الدعم من المملكة على الصعيد الاجتماعي ومساندة الجيش اللبناني والتركيز على القطاعين الطبي والتربوي بفعل انهيارهما، لا سيما بعد انفجار المرفأ، الى أن أُنشئ الصندوق الاستثماري التنموي بين السعودية وفرنسا، وتمّ توزيع مساعدات لبعض القطاعات الطبية بإشراف السفير بخاري والسفارة الفرنسية ومنظمات أهلية، وبمعنى آخر ليس هناك أي خطوات كبيرة قبل انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.

في هذا السياق، تقول مصادر مقربة من السفير بخاري لـــ”النهار”، وتوضيحاً لكل ما يحيط بالدعم أو المساعدات التي تقدمها المملكة للبنان، ان الرياض وبمعزل عن هذه المسألة، تربطها علاقة تاريخية مع هذا البلد وشعبه الطيب، الى صداقات وعلاقات اجتماعية مع معظم الزعامات والقيادات السياسية على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ولكن وللتاريخ ولوضع الأمور في نصابها الصحيح، عملت السعودية في آخر حكومة ترأسها الرئيس سعد الحريري على انجاز اثنين وعشرين اتفاقاً في كل المجالات والقطاعات على صعيد الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ الاستقلال، ولو تمّ الالتزام بها لكانت نقلت لبنان الى مرحلة متقدمة جداً وحالة ازدهار لا مثيل لها، لأن السفير بخاري واكبها وتابعها بدقة متناهية وأدرك أن لبنان سيكون الأبرز اقتصادياً ومالياً وسياحياً وعلى مختلف الصعد، لكن سياسات الأحقاد والعرقلة والتعطيل هي التي فرملت هذه الاتفاقات ونسفتها من خلال سطوة “حزب الله” والذين لا يريدون للبنان الخير والتقدم. وتلفت أوساط السفير بخاري الى أن هذا الإنجاز التاريخي أُحبط آنذاك، وللأمانة فان الرئيس الحريري كان يسأل دائماً ويتابع التفاصيل باعتبار انه لو تحققت هذه الخطوات لكان لبنان في مكان آخر من الازدهار.

وتخلص المصادر الى أن المساعدات السعودية لم تتوقف، ولكن ثمة تحولات ومتغيرات حصلت في السنوات الماضية أكان على صعيد ما يعانيه البلد داخلياً أو في خضم التحولات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ناهيك عن تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية على الاقتصاد العالمي. وعَود على بدء، فان انتخاب الرئيس العتيد وتشكيل حكومة جديدة قد يجعلان الدول المانحة تعيد النظر تجاه لبنان.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار