قانا لن ننساكي.. سامحينا لو هم نسوا!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

كتبت الدكتوره في الإعلام وعلوم الإتصال سالي حمود في موقع “leb.today”:

قانا الجليل
قانا عناقيد الغضب
قانا المجزرة الاولى والمجزرة الثانية
قانا ارض الثلاثمائة شهيد ونيف
من خانهم امان الملاجئ
وقوات حفظ السلام.

عن أي سلام يتكلمون حين دان مجلس الأمن العقيم مجزرة الكيان الصهيوني في ١٨ نيسان ١٩٩٦ الغاصب وبثغرة ذكية في اتفاقية عصابات الامم او ما كان يعرف بعصبة الامم صاح المصوت الأميركي بالفيتو الشرسة مبرِّئًا الاسرائيلي من ذنب اراقة دماء شهداء عزّل في اعتدائه الغاشم على ملاذ امن سكان قانا وجوارها بين جدران ملجأ اليونيفيل المعدنية المهترئة.

لم تكن جدران الملجأ المعدني وحدها المهترئة، ولا جدران قاعات مجلس الامن التي تحيك قرارات سياسية عفنة بقدر اهتراء ضمائر قادتها.
بل ذاكرتنا التي باتت تبدو مهترئة..

قد لا يكون اهتراء ذاكرتنا بقدر اهتراء ذاكرة جيل من بعدنا..

جيل الخبر العاجل، والنص المختزل، و التعبير الممنهج، والصورة السريعة بسيميائيات سطحية..

والمقلق هو ان تأثيرات سلوكية هذا الجيل تطاولت على الاجيال السابقة وانطبعت في كل الأجيال سلوكياتٍ محدّثة.

ولست بصدد لوم اي جيل لا من قبل ولا من بعد.

فكل شيى يتخبط ويتبدل ويتحول، واخطرها المبادئ والقيم.

صار الاساسي ثانويًا والسطحي مؤثرًا والسخيف هامًا، بنقرة اصبع او مسحة صوب اليسار او للاعلى، او بقاعدة متابعين وهميين او حقيقيين ولكن حتما افتراضيين.

لن ألوم لا المستخدم ولا المتابع ولا ألوم المنابر المعاصرة وخوارزمياتها المتجددة، ولكن المسألة أخطر وأبعد من ذاكرة قانا فينا، واعمق من اعترافنا بعدوٍّ غاصب، وأسمى من تجاذبٍ بين الصواب والخطأ.

ذاكرتنا مهددة بما بعد الاهتراء..ذاكرتنا مهددة بالاضمحلال.

ولم لا يعي أهمية الذاكرة الجماعية فهو حتما لا يدري فلسفة اعرف عدوك..

فالذاكرة الجماعية العالمية حافلةٌ بالكثير حول محارق ومجازر هيتلر “الالماني” بحق اليهود، وبغض النظر عن جدلية صحتها الا انها باتت تُضَخ في ذاكرتنا من كل مكان. هوليوود، القصص، المسرحيات ، الاخبار، الافلام الوثائقية وفي منابر التواصل الاجتماعي.

الا اننا نحن لم تخنّا ذاكرتنا بل نحن من خنّاها..

نحن لازلنا نتذكر ولن ننسى ما حيينا..

ولكن من بعدنا قد ينسى، وسوف ينسى، ما لم ندرك اهمية الذاكرة الجماعية وكيفية حفظها في ارشيفات هوياتنا الحديثة، هوياتنا الرقمية في الاعلام الجديد وكافة منابره.

فالاعلام إعلام وليس مجرد إنباء.

والاعلام الجديد، وبمعزل عن آفاته الكثيرة، الا انه منح الجميع دفة القيادة في الإنتاج او على الاقل اعادة تدوير ما ينتج في فضاءاته المشاعية.

لن اطيل الحديث عن جدليات متشابكة، فالكلام عن قانا اليوم.

قانا التي في اسبوع الفصح المجيد حين مشى يسوع المسيح مع تلامذته على ارضها الى مغارة الجليل، وشارك اهلها افراحهم في عرس بلدي، وطاب له النبيذ من الماء إختارها ان تكون قبلة عجيبته.

تلك الذكرى التي يحاول “الجار” المحتل ان يغيرها في الذاكرة الجماعية ويعيد ترسيم الجغرافيا وكتابة التاريخ بما يحلو لايديولوجيته الهمجية.

قانا الجليل
قانا عناقيد الغضب
قانا المجزرة الاولى والمجزرة الثانية
قانا ارض الثلاثمائة شهيد ونيف
لكِ ولارضكِ ولشهدائكِ ألف تحية
سامحينا لو هم نسوا
لكننا نحن لن ننسى…

شو رأيك؟ بدك ويب سايت بس بـ5$ بالشهر

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار

تابعنا

على وسائل التواصل الاجتماعي

تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار