كتبت رانيا مرعي مديرة تحرير موقع “leb.today”:
بين أروقة المستشفيات وأركان غرف تعالت فيها أصوات الآلات الّتي تضخّ الأوكسيجين الذي سُلب من رئات القابعين على أسرة الأمل يحملون بأجسادهم المرهقة عبء مرض خبيث يفتك فيها ويعانقون أنفاسهم بإصرار حتّى لا تصبح من ذكريات الزّمن الجميل متمسكين برحلة خلاص نحو عودة آمنة لمأواهم أو رحلة موت لمثواهم الأخير لا رجوع منها.
ووسط هذه الظلمة هناك شموس أضاءت قناديل التّحدي معلنة عن خوض معركة لا سلاح أبيض فيها ولا أسود وإنما سلاح العز والعزبمة لإنقاذ من ساقهم الألم للتخلي عن كل شيء إلا الهواء. نعم هؤلاء الجنود الذين كان لي تجربة أن أخالط ضمائرهم وألامس قدر المسؤولية والتحلي بالصبر والعمل بلا كلل ولا ملل لإعطاء دواء للعلاج وبريق أمل لمريض بين الحياة والموت…
شكرا لكم أيها الجنود الحقيقيون شكرا لأنكم تحاربون مجهولًا يفتك. وعيكم وحبّكم جعلكم تعطفون على كبار السن وتحنون عليهم كآباء أو أمهات لكم مع ابتسامة يرق قلب المريض لها.
ولعلي الآن أواجه أصعب المواقف في حياتي برؤية من سكن فؤادي يصارع حتى النجاة ولكني مطمئنة القلب لانه بين أيديكم البيضاء…
فسلام لكل محب للخير والعطاء.
