بدمعة وحرقة، سرد والد ضحايا حادث السعديات الخمسة عن آلامه وشجونه، عن سرديات مؤلمة لم تحدث إلاّ مع ندرة أصابهم وجع وقهر الظلم وروّعتهم ذكريات فقد الأحبة.
بغصّة يمتدّ مدى وصدى ألمها من سنيّ غربته الى وطنه المفجوع بفقد أحبته، روى والد ضحايا الاحتكار ذكريات يئنّ لها الفؤاد لمجرد سماعها، فكيف به وهو الذي عايشها من ليلة فقدهم الى نهار تشييعهم.
وأكد والد الضحايا أنه اتصل بزوجته فاطمة وبناته الأربع قبل نصف ساعة من وقوع الحادث، وأنه فوجئ بوفاة عائلته على فيسبوك، وقال في مقابلة مع قناة الجديد: “نعوا عائلتي وانا ما معي خبر. ماتت عائلتي وانا ما معي خبر. انشالله ما حدى يتأذى متل ما انا تأذيت، انشالله ما حدى يحس بالحرقة يللي عم بحسّ فيها قلبي”.
ولم يتمكّن الوالد من متابعة إجراء المقابلة . وقال خاتما: “دخيلكن مش قادر كفّي”.
ويتفنّن الموت على طرقاتنا في خطف الأرواح، وهذه المرة إختار عائلة بأكملها، فاطمة و”زهراتها”الـ 4: “زهراء، آية، ليا وتيا”، قُتلوا وهم في طريقهم إلى مطار بيروت لإستقبال والدهم العائد إلى لبنان.
حلّت كارثة مساء الإثنين الماضي على بلدة الشرقية قضاء النبطية، حيث فُجعت بوفاة فاطمة قبيسي (زوجة عماد حويلي) وبناتها الأربعة زهراء، آية، ليا و تيا في حادث التصادم المروّع الذي وقع على أوتوستراد السعديات عند مفرق برجا.
وفي اتصال مع “النهار”، أكد رئيس بلدية الشرقية علي شعيب أنّ “الصورة المتداوَلة تعود فعلاً لضحايا الحادث، وهم عائلة مؤلفة من أمّ وبناتها الأربع من آل قبيسي وحويلي، حيث كانوا يبحثون عن مادة البنزين لتعبئة سيارتهم، قبيل استقبال الوالد الذي يصل اليوم من سفره إلى بيروت”.
وأفاد شعيب “النهار” عن سقوط ضابط في الجيش أيضاً في الحادث، ما يرفع عدد الضحايا إلى 6.
وأضاف شعيب: “علمنا من إخوة الزوجة أنّ سبب الحادث هو بحثها عن البنزين، بانتظار التقرير العسكري لمعرفة باقي التفاصيل”، مؤكداً عدم تنظيم مراسم دفن الضحايا اليوم، بانتظار صدور التقرير الأمني لمعرفة أسباب وقوع الحادث.
