النهار – “لا توجد رصاصة سحرية”… ماذا بعد حملات التّطعيم ضد كورونا؟

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

كتبت ليلي جرجس في “النهار العربي”:

المعركة التي تخوضها الدول في وجه فيروس #كورونا يُقابلها معركة أخرى لإقناع المواطنين بتلقي اللقاح لتحقيق المناعة الجماعية والاقتراب من العودة إلى الحياة الطبيعية. بات واضحاً أن عوامل كثيرة تؤثر في هذا الامتحان، الرهان على وعي السكان وتأمين الإمدادات والجرعات بشكل سريع وكاف مهم أيضاً لتحقيق الهدف المنشود. 

وتابعت جرجس…

حملات التطعيم تُسابق الوقت، الخوف قائم من تحورات الفيروس قبل الوصول إلى مناعة القطيع، وليس مهماً تلقي اللقاح بل كسب الوقت حتى نمنع الفيروس من التطور والتحور أكثر فأكثر. لكن هل التلقيح يعني العودة إلى الحياة الطبيعية؟ وماذا علينا أن نعرف عن الإجراءات الوقائية حتى بعد التطعيم؟ توضح الباحثة في علم الفيروسات والأمراض الجرثومية والعضو في اللجنة الوطنية للأمراض الانتقالية في وزارة الصحة اللبنانية، الدكتورة ندى ملحم لـ”النهار العربي” أن “ما يهمنا اليوم تحقيق المناعة الجماعية من خلال تطعيم 80% من سكان كل دولة. تلعب عوامل عديدة كالإمدادات وتأمين الجرعات دوراً في تحقيق هذا الهدف المنشود والتي تُطلعنا أيضاً على المدة التي قد نستغرقها للوصول إلى مناعة القطيع. ولكن علينا أن لا نتوقع ذلك قبل نهاية السنة”. لذلك تعتبر الإمدادات مهمة كثيراً، ويبقى الأهم تطعيم أكبر عدد ممكن في أسرع وقت من دون أن ننسى أن اللقاحات لن تقضي على الفيروس واستئصاله من الوجود. ويعود سبب هذه الحقيقة العلمية لاعتبارات عديدة، أهمها أننا لا نعرف بعد المدة والفعالية في الحماية التي قد يؤمنها اللقاح تجاه أي متغيّر جديد حالي أو ناشئ. وعلينا أن نكون في ترصد وترقب دائم لأي متغيّرات وتحورات ومسارات الفيروس وفعالية اللقاح على المتلقحين. ويبقى السؤال الأهم ماذا بعد حملة التطعيم؟برأي ملحم، أن التحدّي اليوم في معرفة ماذا بعد حملات التطعيم، عوامل كثيرة تؤثر في فهم مسار ما بعد التلقيح منها: * ما زلنا نجهل مدة الفعالية والحماية التي يؤمنها اللقاح* لا نعرف قدرة اللقاحات على منع انتقال العدوى (التجارب التي أجريت شملت الأشخاص الذين يعانون من أعراض كورونا ولكن هناك فئات كثيرة لم تشملها التجارب السريرية)* باشرت الشركات تجربة لقاحها على فئات لم تكن مشمولة سابقاً، وهي خطوة مشجعة وقادرة على تزويدنا بمعطيات علمية وأجوبة ملموسة تستند الى بيانات المتطوعين.* لا نعرف مدى فعالية اللقاحات على المدى الطويل ومدى حمايتها وقدرتها على منع انتقال العدوى، بالإضافة إلى أننا لا نعرف مدى فعاليتها في الحماية من المتغيرات الجديدة للفيروس، خصوصاً أن هذا النوع من الفيروس يتطور باستمرار. 

  لذلك، تشدّد ملحم على أن “الترصد ما بعد التطعيم خطوة أساسية ومهمة، ويوازي بأهميته ترصد الحالات والفحوصات للتأكد من الإصابة. وعلى الناس أن يعرفوا أن التطعيم لا يلغي الإجراءات الوقائية المتخذة اليوم للحماية من الفيروس، وأن يبقوا ملتزمين بالكمامة والتباعد الاجتماعي، ولن يكون التخلي عنها بهذه السهولة والسرعة. وبالتالي علينا الإبقاء في بالنا هذه العوامل المؤثرة، بالإضافة إلى أننا نجهل المدة التي سنستغرقها لتحقيق هذه المناعة الجماعية، وعند تحقيقها سننتقل إلى مرحلة تخفيف القيود والإجراءات كما هي الحال اليوم”. وتشير إلى أنه “كلما أسرعنا في تطعيم أكبر عدد ممكن في وقت قصير نتجنب أن يتهرب الفيروس من الحماية المناعية. كما أن المؤشر الإيجابي لمتابعة وترصد متغيرات الفيروس يساعد على تعديل مكونات اللقاح والإسراع في تطويره. وقد نصل إلى مرحلة مثل الانفلونزا الموسمية حيث يجب علينا كل سنة التطعيم من أجل تأمين الحماية، ويعود ذلك إلى طبيعة الفيروس”. وتؤكد ملحم أن “اللقاح ليس رصاصةً سحرية، لذلك للسيطرة على الفيروس علينا التشدد في المراقبة بعد فترة التطعيم من دون أن نتخلى عن الإجراءات الوقائية حتى نحصل على الأجوبة العلمية المتعلقة بالمدة وفعالية الحماية النانجة من اللقاحات.لا يمكن حقيقة تخفيف التدابير والإجراءات إلا بعد تطعيم 80% من السكان، ومن المبكر الحديث عن ذلك، صحيح أن التطعيم يساهم في تسريع عملية الخروج لكنه ليس الجزء الوحيد من استراتيجية الخروج من الإقفال العام والعودة إلى الحياة الطبيعية”. 

هل عبارة “صفر كوفيد” مبالغ فيها؟تشدّد ملحم على أن “سارس كوفي 2” وُجد ليبقى، ولا يمكن استخدام هذا التعبير على كورونا في الوقت الحالي، كما هو عليه، على سبيل المثال، في الحصبة والجدري وشلل الأطفال عندما نكون خضنا حملات تطعيم لسنوات لإزالة واستئصال الفيروس. لذلك من المكبر الحديث عن هذه المرحلة مع فيروس كورونا. ونعلم جيّداً أنه للوصول إلى صفر كوفيد، سيكون التطعيم وسيلة فعالة على المدى القصير والبعيد. فحتى لو بلغت دولة صفر كوفيد، عندما ستفتح حدودها وتعود للحياة التدريجية فهي ستواجه مخاطر عودة الفيروس وظهور بؤر وحالات جديدة من المناطق التي لم تشهد على عمليات تلقيح كافية ومتوازية.وتختم: “من المهم تسليط الضوء أيضاً على عدم المزج بين جرعات لقاحات مختلفة لأنه في الوقت الحالي ليس لدينا بيانات حول مدى فعالية المزج بين اللقاحات الموجودة. صحيح أن المملكة المتحدة بدأت بإجراء دراسة بتناول مزج اللقاحات ( فايزر وأسترازينكا) لكن إلى حين صدور النتائج العلمية ينصح بعدم التنويع والمزج بين الجرعات والالتزام بعدد الجرعات وعدم إلغاء الجرعة الثانية”.

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار