المركزية: الناس فقدت كلّ شيء فيما السلطة تعدّد إنجازاتها: لأن الحكومة تكابر.. لا حلّ الا بالعودة الى الشارع!!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

جاء في “وكالة المركزية”:

لم يبق للناس ما يخسرونه. أموالهم، مدّخراتهم، خبزهم، صحّتهم، طموحاتهم، فقدوها كلّها في اسابيع قليلة مرّت عليهم كما يضرب إعصار منطقة، فيُحيلها ركاما وحطاما ودمارا، في ايام معدودة. اللبنانيون منكوبون، لا توصيف معبّرا أكثر من هذا. لكن الأخطر في المشهد السوداوي الكارثي، ان ما من منقذ، وما مِن مسؤول يحاول انعاش اللبنانيين او وضع حد للموت جوعا وقهرا وذلا، الذي يقتلهم 100 مرة يوميا.


فمَن يُفترَض به الاضطلاع بمهمة الانقاذ الطارئة، عنينا السلطة عموما والحكومة خصوصا، يعتبر نفسه غير معني بما يحصل، ويرمي المصيبة على “تركة” العقود الماضية وعلى “إرث ثقيل” رُمي على منكبيه اليوم. والحكومة لا تكتفي بذلك، بل تذهب أبعد. فتنشغل، وببرودة أعصاب لافتة، في تسليط الضوء على انجازات “تاريخية” حققتها في فترة زمنية قياسية، بلغت نسبتها 97%، مع ان الدولار تجاوز عتبة الـ10000 ليرة، وربطة الخبز باتت بـ2000 ليرة، ونسبة التغذية بالتيار الكهرباء صفر، والبطالة في ارتفاع جنوني تماما كما غلاء الاسعار…

وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لا تبدو السلطة في وارد تغيير سلوكها المكابر، والانصات الى صرخات الناس الموجوعة. ورغم عجزها عن ايجاد الحلول لأي من الازمات وما اكثرها، من الدولار الى الكهرباء، وفي ظل فشلها في مفاوضاتها مع صندوق النقد بفعل انفسام الوفد اللبناني الرسمي على ذاته، ومع ان انصياعها للقوى السياسية التي أدخلتها السراي بات واضحا وضوح الشمس، من التعيينات المالية والادارية وصولا الى قرار التعاقد مع شركة كرول للتدقيق في حسابات المصرف المركزي، مرورا بما جرى في ملف معمل سلعاتا.. رغم كل هذا القصور، حكومة “المستقلين” المفترضة، ليست في وارد الاقرار بالفشل، كما ان عرّابيها ليسوا في صدد رفع الغطاء عنها مع انهم باتوا يتحدثون “همسا” عن “فشلها”. وفي هذه الخانة، يصب اعلان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة امس لـ”المركزية” ان “البديل عن الحكومة الحالية ليس متوفّراً على رغم كل ما يُثار حول وضعها”، موضحاً “ان لا تطورات تستدعي تغيير الحكومة”، وقال “ليس بالضرورة عند كل مطبّ  الحديث عن تغيير الحكومة”، في حين بدت وزيرة الدفاع زينة عكر امس ووزيرة المهجرين غادة شريم اليوم، على الموجة نفسها، في القول ان الحديث عن تغيير الحكومة اعلامي فقط ولا اساس له.

امام هذه المعادلة القاتلة “سلطة طرشاء – ناس جائعة”، ترى المصادر ان ثمة طريقة واحدة لوضع حد للانهيار المتوالي فصولا: مزيد من الشارع. صحيح ان الشعب تعب وان الدولة ستعمل على قمعه، الا ان المصادر تعتبر ان الخيار الوحيد المتاح امام الناس اليوم هو التصعيد على الارض. فوحده، تكرار مشهد 17 تشرين يفيد في ايلام السلطة. والضغط على الطرقات وفي الساحات وفي محيط المقار الرسمية من الشمال الى الجنوب مرورا بالبقاع وجبيل وكسروان وبيروت، قادر على تحقيق النتيجة المتوخاة “رحيل الحكومة الفاشلة”. لكن هذه المرة، لا بد من ان تترافق الثورة الشعبية في نسختها الثانية، مع مشروع بديل وخريطة طريق انقاذية واضحَي المعالم، يبدأ طبعا بحكومة مستقلين فعليين تعمل على الاصلاح والانقاذ المالي، وتشرف على انتخابات نيابية مبكرة. والمطلوب هذه المرة ايضا، عدم الانسحاب من الشارع قبل التثبت من ان المنظومة الحاكمة ستنفّذ هذا السيناريو ولن تلتف عليه كما حصل سابقا، فتعيد الى السراي حكومة “دمى” تدين لها بالولاء المطلق… فهل يستعيد الشارع نبضه من جديد؟!

لقرأة المقال على الموقع الرسمي للمركزية

-إعلان-
Ad imageAd image

قناتنا على واتساب

انضم إلى قناتنا الإخبارية عبر واتساب للحصول على آخر الأخبار