هل سألت نفسك يوماً ماذا سيحدث إذا اختفت الشمس؟ ما هو مصير الأرض؟ وهل ستستمر الحياة على الأرض؟ ماذا يمكننا أن نفعل في هذه الحالة؟
يطرح نيل ديغراس تايسون، العالم المختص بالفيزياء الفلكية، عبر شريط نشرته الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية “ناسا” على موقعها باللغة العربية سؤالا يقول أنه واحد من أطرف الأسئلة في علم الفلك وهو “ماذا لو اختفت الشمس فجأة”؟
تايسون يؤكد أولا أن هذا الاحتمال مستحيل، ثم ينتقل إلى شرح ماذا سيحدث إن حدث هذا “الاحتمال المستحيل” فيقول: ستستمر الأرض بالدوران مدة ثمان دقائق وعشرين ثانية حول لا شيء، وستبقى أشعة الشمس مشرقة بالنسبة لنا لمدة ثمان دقائق وعشرين ثانية بعد اختفاء الشمس، ومن ثم سننطلق مع الأرض في خط مستقيم في الفضاء.
وبعد ذلك يقول تايسون، ستغرق الأرض في برد شديد، وستتوقف دورة إنتاج الغذاء لتوقف عملية التركيب الضوء في النباتات التي لا يمكن أن تتم بدون أشعة الشمس، حيث سيؤدي اختفاء معظم النباتات على الأرض إلى تموت الحيوانات آكلة الأعشاب، ومن ثم الحيوانات اللاحمة التي تتغذى على الأخيرة، ويشير إلى أن الميكروبات التي تعيش في أعماق المحيطات ربما ستبقى بخير لأنها لا تعتمد على ضوء الشمس في دورة حياتها.
لكننا لسنا مايكروبات كما يقول عالم الفيزياء، لذلك علينا توديع حياتنا في هذه الحالة، لأن طول الفترة التي يمكننا عيشها بعد اختفاء الشمس يعتمد على حجم المعلبات والأطعمة المخزونة، وعدد الأغطية المتوفرة لدينا، أي أن الفترة التي سنعيشها في حال اختفاء الشمس تعتمد على ما يتوفر لدينا من غذاء.
ماذا سيحدث إذا اختفت الشمس؟
وغني عن القول أن قمرنا الذي اعتدنا عليه سيختفي لأنه لم يعد مضاء بأشعة الشمس، وسيعم الظلام الأرض بشكل كلي تقريبا، ولن يصلنا من الضوء إلا كمية ضئيلة من النجوم الأخرى البعيدة.
وحسب مصادر أخرى، فبعد أسبوع من اختفاء الشمس، ستنخفض درجة حرارة الأرض إلى 17 درجة مؤوية تحت الصفر، ومصادر الدفء الوحيدة التي ستتوفر لنا هي المصادر الطبيعية مثل باطن الأرض والبراكين ينابيع المياه الحارة… إلخ.
أما بعد ستة أشهر، فمن المرجح أن يموت ربع سكان الأرض بسبب البرد وقلة المصادر الغذائية، أما بعد عام من اختفاء الشمس فستنخفض درجة الحرارة إلى 70 درجة تحت الصفر، ما سيجعل العيش مستحيلا على سطحها، وسيلجأ البشر إلى ملاجئ تحت الأرض تمدها بالطاقة المفاعلات النووية هذا إن توفر لهم الغذاء الكافي وهو أمر صعب التحقيق.
وستتجمد أسطح المحيطات والبحار، مع بقاء أعماقها سائلة لفترة أطول بكثير، ومن المحتمل أن يتحول الغلاف الغازي للأرض إلى حالة سائلة ويتساقط على شكل أمطار.
كل هذه الفرضيات قد تحدث في حال لم تصطدم الأرض بكوكب آخر ما سيسرع نهاية الأرض والأجناس التي تعيش عليها.
نص :فراس حسن – MCD