تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار

لبنان اليوم في “أسوأ أشكال الحرب”

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

جاء في وكالة “أخبار اليوم”:

دخل لبنان دائرة المرحلة الأدقّ على المستويات كافّة. ففي الشارع، إلتهاب معيشي – إجتماعي، بدأ يأخذ أبعاداً خطيرة، مروراً بخطر الاكتفاء بضبط سعر صرف الدولار من دون الذّهاب الى حلول جذريّة تتعلّق بهذه النّقطة، وصولاً الى حركة سياسية تُظهِر أن بيروت بدأت حقبة جديدة من التمايُل على خطّ نار الكباش الأميركي – الإيراني، بموازاة الحوار الحاصل بين واشنطن وطهران عبر قنوات مختلفة، في وقت واحد.

فزيارة الوفد العراقي لبنان أمس، ما كانت لتحصل لولا سماح أميركي، وهو ما يجعل لبنان والعراق معاً، ساحة ومساحة الاختبار للطرفَيْن الأميركي والإيراني. ويبدو أن بيروت وبغداد دخلتا دائرة تقدّم وتراجُع النّقاط بين الأميركيّين والغرب من جهة، ومحور “المُمانَعَة” من جهة أخرى.

ماذا لو؟

ولكن ماذا لو ترنّحت قنوات التواصُل الأميركي – الإيراني أكثر بعد مدّة؟ فرئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي عازم على كَسْر الشوكة الميليشياوية الإيرانيّة في بلاده، بين مدّ وجَزْر، يقوم على توقيفات وإعادة إفراج، عن عناصر تابعة لتنظيمات تدور في فلك إيران. فيما الوضع ليس نفسه في لبنان، حيث توجد سطوة قويّة لطهران، عبر “حزب الله”، على القرار الحكومي اللّبناني.

فضلاً عن أن اللّبنانيّين والعراقيّين لن يكونوا بحاجة فقط الى تعاون نفطي وغذائي وطبي، بل الى ما يصحّح الأجور والرواتب، وأوضاع الاقتصاد وماليّة الدّولة في البلدَيْن، وهذه كلّها لا تقتصر على زيارات وإبرام اتّفاقيات من هنا وهناك، ولا هي في أيديهما وحدهما.

فالى أين يُمكن للأمور أن تتّجه؟ وماذا عن فترة ما بعد وضوح مسار وأسباب ونتائج الإنفجارات الغامضة التي تحدث في مواقع إيرانيّة حسّاسة أخيراً، ومنها منشآت عسكرية سرّية؟ والى أي مدى يُمكن لرياحها السّاخنة أن تلفح لبنان والعراق معاً؟

زلازل

رأى الوزير السابق رشيد درباس أنه “منذ أن بدأت السماء تعطينا إشارات، منذرة إيانا بوجود عواصف هائلة آتية، وأعاصير وزلازل تعبّر عنها الأرض في بعض التحرّكات، قام ساسة لبنان بفتح نوافذ الدولة اللّبنانية لها (العواصف) بدلاً من إقفالها، ففقدوا إرادة القرار أكثر”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أنه “رغم كلّ الأحداث التي تحصل، سواء على الساحة الإقليمية أو المحليّة، نجد أن لا قدرة داخلية على القيام بلقاء للإتّفاق ولو على حدّ أدنى من وقف النّزيف الدّموي الذي لم يترك شيئاً في عروق البلد. وهذا العجز يؤدّي الى خطابات و”حزازيات” تافهة في الوقت الضّائع”.

وقال درباس: “ارتهان ساسة لبنان للقوى الخارجية المتصارعة، جعلهم في حالة اشتباك غير قابلة للتصالُح، لأن صاحب القرار في شأنه (التصالُح) هو المشغّل الخارجي. وبالتالي، لا يُمكن التعويل على رجاحة الحكومة على الاستقالة، ولا على سِعَة صدر الرئاسة لتتّصل شخصياً بكلّ القوى السياسية وتدعوهم ليس للقاء عام، بل للقاءات فردية، يستخلص من خلالها فخامة الرئيس ميشال عون ما يُمكنه أن يؤدي الى تبريد الأجواء وتخفيض الحرارة”.

وأضاف: “كما لا يُمكن التعويل على وجود شخص مثل الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي دفع حياته في مروحية للجيش، فيما كان يحاول تشييد جسور التواصُل، ولا على شخص مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي جاء الى قلب الظلام وحوّله الى نور، وهو يُرمى بالسّهام الآن في ضريحه”.

وردّاً على سؤال يتعلّق بما إذا كنّا فعلياً في قلب حرب شاملة، لا نشعر فعلياً بها بَعْد، أجاب درباس: “المشهد الحالي لا يبشّر بأن حلّاً داخلياً يمكنه أن يحصل. وعليه، علينا أن ننتظر ماذا ستسفر عنه الإنفجارات في إيران، وما ستتّخذه طهران من قرارات بسببها، وماذا ستسفر عنه الحروب التركية المتنقّلة في المنطقة، والإنتخابات الرئاسية في الولايات المتّحدة الأميركية، وما سيقرّره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مفاوضاته مع الأميركيين، ومن بعدها يخرج لبنان بنتيجة، تكون نتيجة لتلك الصراعات المُحتدِمَة في الخارج”.

وختم: “نحن الآن في أسوأ أشكال الحرب. ولكن الشكل العنفي يأتي وحده في ما بَعْد، كنتيجة طبيعية لهذا النّوع من الأوضاع في العادة”.