حظ اللبناني الأصل لويس أبي نادر، بالفوز برئاسة “جمهورية الدومينيكان” المتقاسمة جزيرة Española مع دولة هايتي في بحر الكاريبي بأميركا الوسطى، هو الأكبر، ومن الجولة الأولى هذه المرة بين 6 مرشحين في انتخابات عامة تجري اليوم بالدولة التي يحتفل الأحد المقبل بمرور 52 سنة على ولادته في عاصمتها، سانتو دومينغو، وبفوزه المراقب عبر آخر استطلاعات، سيصبح أول رئيس دولة يحمل اسم “كورونا” بالعالم، وهو الذي تذوق “طعمه” وأصيب سابقاً بالفيروس.
المرشح الذي أبصر النور باسم Luis Rodolfo Abinader Corona امتثالاً لتقليد في بعض دول أميركا اللاتينية، يضع عائلة الأب بعد الاسم الأول، فيما الأخير لعائلة الأم دائماً، هو بالأصل التحدري من بلدة “بسكنتا” الواقعة في قضاء المتن عند سفح جبل صنين بمحافظة جبل لبنان، طبقاً لما نسمع في فيديو للرجل الذي خاض الانتخابات في 2012 وفي 2016 وخرج مهزوماً بالمحاولتين، فيما كان ترشحه الأخير عن حزب أسسه في 2014 باسم “الحزب الثوري العصري” مع أنه أبعد ما يكون عن الثوار والثورات.
أما خوضه الانتخابات عن الحزب نفسه هذه المرة، فمختلف، ويؤكده آخر استطلاع أجرته مؤسسة Gallup الاستشارية الأميركية قبل أسبوع، وفيه ظهر فائزاً بنسبة 54% من الجولة الأولى، فيما حصة منافسه الأكبر 36% فقط. أما إذا فشل بالحصول على 50% زائد صوت واحد على الأقل في الانتخابات التي سيتم فيها اختيار 190 نائباً و32 عضواً للكونغرس، فسيمضي مع ثاني حاصل على الأصوات إلى جولة ثانية وأخيرة في 26 يوليو الجاري، وفيها يتوقعون فوزه بنسبة 62% من أصوات 7 ملايين و500 ألف من أصل 11 مليون نسمة.
خصمه الوحيد تقريباً، هو المرشح عن “حزب تحرير الدومينيكان” وزير الأشغال السابق Gonzalo Castillo البالغ 60 سنة، ويليه بتهديد أقل بكثير من كان رئيساً للبلاد في 2004 ثم 2008 كما في 2012 وهو المحامي Leonel Fernández البالغ 67 سنة، وفقاً لما نشرته العربية نت نقلا عن الإعلام الدومينيكاني. أما عن الثلاثة الآخرين، فلا حظ لأي منهم ولا نصيب، إلا بالمنام، لأن الاستطلاعات أعطتهم مجموعين 10% تقريباً، والأقل حظاً نال في استطلاع آخر 1.7% فقط.
ومن المعروف عن أبي نادر، الحاصل على الجنسية اللبنانية وغير الملم بالعربية، أن جدّيه لأبيه، هما جوزيف ساسين أبي نادر الذي هاجر في 1898 من بسكنتا إلى الدومينيكان، كما واللبنانية الأصل إستير وصاف، بحسب ما نسمعه يقول في فيديو لكلمة ألقاها حين شارك بمايو 2017 في “مؤتمر الطاقة الاغترابية اللبنانية” ببيروت، وفيها ذكر أن قلبه: “ينبض عند ذكر اسم لبنان” وأن بالدومينيكان 80 إلى 100 ألف متحدر لبناني، وأن والده الراحل كان وزيراً، أسس جامعة يديرها شقيقه، ثم نرى الحماسة تدب فيه بنهاية المقطع، فيقول وهو يربت على معصمه إنه فخور بأصله اللبناني، وإن شجرة الأرز ممتدة في شرايينه.
أبي نادر، رجل أعمال متخرج بالاقتصاد، ويرأس مجموعة أسستها عائلته باسم ABICOR الناشطة بمشاريع سياحية متنوعة، كما أسست مصانع إسمنت شهيرة، وكان ممن أصابهم “كورونا” المستجد في أوائل يونيو الماضي، هو وزوجته اللبنانية الأصل Raquel Arbaje Soni Farah واثنتين من بناتهما الثلاث، فخرجوا متعافين بعد العلاج، ولما نصحه الناصحون بإلغاء “كورونا” من اسمه بلائحة الترشيح، كي لا يربط الناخبون بينه وبين الوباء، فيحجمون عن انتخابه، غضب منهم وأصر على اسمه الكامل.
إذا فاز وتسلم منصبه في أغسطس المقبل، فستعترضه أهم محنة ليقوم بمعالجتها، وهي المستجد الذي سجل 36.184 إصابة وقتل 786 حتى اليوم الأحد، وجعل 750 ألفاً يخسرون وظائفهم، على حد ما ألمت به “العربية.نت” من صحيفة Diario Libre المحلية، وفيها أيضاً أن الفيروس أحدث شللاً بالسياحة المساهمة بنسبة 10% من الإنتاج القومي لبلاد هي صاحبة أكبر اقتصاد بين “جزر الأنتيل” في منطقة الكاريبي.