تابعنا على تلغرام

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر تلغرام للحصول على آخر الأخبار

كابيتال كونترول؟ لا كونترول ولا كابيتال!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

في بلد مثل لبنان لم يعد فيه «Capital» أو رأس مال أو أموال، على ماذا سيكون «Control» الرقابة والقيود؟!
فقد سبق السيف العزل، ومن حول خلال نشوب الأزمة المصرفية قد حوّل المليارات من مصارف لبنان الى مصارف خارج لبنان. وما تبقّى كان فجوة مالية على الورق في خسائر ما زال الجدل مستمرا حول حجم المسؤوليات المترتبة عنها بين الدولة والمصارف ومصرف لبنان.

وحتى الخطة المعدّة الآن لصندوق النقد الدولي لم تفصح عنها بأكثر من عموميات قد لا تروي إدارة الصندوق التي سبق لها أن وافقت على ما سمّي بـ«خطة تعافي» وضعتها الحكومة المستقيلة الراحلة حملت الجزء الأكبر من الخسائر على القطاع المصرفي الذي عاد والتف على الخطة عبر لجنة المال والموازنة النيابية التي أعادت تقييم الخسائر.

فيما صندوق النقد وحتى الآن ينتظر توحيد الأرقام من ضمن سلة إصلاحات أحلاها مُرّ وأسهلها صعب! الأمر الذي يترك في ظل هذه الضبابية علامات استفهام حول مدى إمكانية الحصول على قروض مقدرة مبدئيا بـ٨ مليارات دولارات خلال 5 الى ١٠ سنوات، فيما الدولة اللبنانية التي أصيبت بمرض القروض، هدرت في أقل من عام أكثر من ١٥ مليار دولار على دعم وأساسية لم يستفد منه شعب لبنان بأكثر من ٢٥% والـ٧٥% طارت الى جيوب الاحتكار والتسريب وقوافل التهريب.

وكانت النتيجة نشفان السيولة وجفاف الاحتياطيات مما كان يزيد عن ٣٢ مليار دولار ممكن استخدام ١٧ مليار دولار منها، وأصبحت أقل من ١٤ مليار دولار لا يمكن المس بها، يسعى مصرف لبنان لزيادتها عبر شراء الدولار من السوق الموازية بما يزيد في الطلب على الدولار الذي يتعرض لهجمة مصادر متعددة من المصارف وشركات استيراد المحروقات والغذاء والدواء الى عائدات قوافل مازوت وبنزين من الخارج تباع في الداخل بليرات تتحول بدورها في السوق الموازية الى دولار يرتفع سعره باستمرار وتنخفص معه القدرة الشرائية لملايين اللبنانيين الذين بات أغلبهم في خانة الفقر والعوز والبطالة أو على أبواب الهجرة والإغتراب.

وهذا فيما السلطة النقدية تعالج الوضع بتعاميم «تكتيكية» تضخمية بديلا عن استراتيجية نقدية مالية واقتصادية تخرج البلاد من محنة لا مثيل لها من قبل، عزّ فيها الغذاء والدواء وجفّت الوقود وانتشرت النفايات وسقطت العهود وتبعثرت الوعود، حتى ان ما قاله الشاعر إبراهيم اليازجي عن أحوال العرب في أكثر عصورهم ذلّا ومهانة، يكاد ينطبق على أحوال شعب لبنان الآن:

  • كم تظلمون ولستم تشكون
  • وكم تستغضبون فلا يبدو لكم غضب
  • ألفتم الهون حتى صار عندكم
  • طبعا وبعض طباع المرء مكتسب
  • أعناقكم لهم رق وما لكم بين
  • الدمى والطلا والنرد منتهب
  • لا يستقيم لهم عهد إذا عقدوا
  • ولا يصح لهم وعد إذا ضربوا
  • الحق والباطل في ميزانهم شرع
  • فلا يميل سوى ما ميل الذهب
  • فصاحب الأرض ضمن ضيعته
  • مستخدم وربيب الدار مغترب

الى ما في بقية القصيدة من أبيات تدعو الى الثورة على أوضاع يصفها الشاعر بأنها «قد طمى فيها الخطب حتى غاصت الركب»!