في عمل استباقي نوعي لمديرية المخابرات في الجيش، وبعد جهد ومثابرة ومتابعة، تمكّنت قوة من المديرية من اماطة اللثام عن جريمة اغتيال المعاون الاول المتقاعد احمد مراد، الامر الذي ادّى الى كشف خلية “داعشية” ارهابية خطيرة، كانت تحضّر لاستغلال الفرص المؤاتية للانتشار عبر عملية تجنيد واسعة في منطقة الشمال.
وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه امس بيان، أعلنت فيه ان مديرية المخابرات اوقفت في مدينة طرابلس عدداً من الأشخاص يشكّلون خلية مؤيدة لتنظيم “داعش” الإرهابي، وقد عمدوا إلى شراء الأسلحة الفردية والذخائر بهدف تنفيذ عمليات أمنية مستغلّين الأوضاع المتردّية في لبنان، كما سعى عناصر الخلية إلى تجنيد أشخاص آخرين لمساعدتهم. وكانت الخلية قد بدأت نشاطها في شهر حزيران الفائت، ونفّذت عملية اغتيال المعاون الأول المتقاعد أحمد مراد في منطقة المئتين – طرابلس بتاريخ 22 /8 /2021. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.
إعترافات خطيرة
هذا في البيان الرسمي، ولكن ماذا في المعلومات الخاصة التي حصلت عليها “نداء الوطن” حول الخلية والاعترافات التي ادلى بها الافراد الموقوفون؟
بعد جريمة اغتيال المعاون الأول المتقاعد احمد مراد في محلة المئتين في مدينة طرابلس ليل 22 آب من العام الحالي، تبين في التحقيقات الاولية ان شخصين يستقلّان دراجة نارية نفّذا عملية الاغتيال ولاذا بالفرار الى جهة مجهولة. والمغدور احمد مراد، كان يخدم في منطقة الشمال ويهتمّ بمسائل تتعلّق بملفات الارهاب والخلايا الارهابية وتحرّكات وعمل خلايا وافراد تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيين، ناهيك عن كل الجماعات الارهابية الاخرى، بالاضافة الى متابعة ورصد عمليات تهريب الاشخاص كما البضائع الى سوريا.
بدأت التحقيقات لكشف ملابسات الجريمة بجميع الوسائل المتاحة تقنياً وبشرياً، وتم التوسّع بالدوافع المحتملة لجريمة الاغتيال الارهابية. وبنتيجة التحقيقات، تمّ التوصل الى نتائج حاسمة والى تنفيذ عمليات احترافية مُحكمة تمحورت حول الآتي:
1 – تأكيد وجود خلية نائمة وخطيرة جداً لتنظيم “داعش” الارهابي تنشط في طرابلس والشمال، وتحديد اماكن تواجد افرادها.
2 – القيام بسلسلة عمليات نوعية ومتلاحقة للقوة المتخصّصة في مديرية المخابرات أدّت الى توقيف ستة اشخاص من أصل عشرة يشكّلون افراد الخلية، بينما في الفترة الفاصلة بين عملية اغتيال المغدور مراد والوصول الى نتائج، تسرّب اربعة من افراد الخلية الى خارج الحدود وأمر متابعتهم لتوقيفهم متروك للتنسيق مع الاجهزة الامنية الصديقة، ومن بين الموقوفين تاجر سلاح.
3 – اعترف الموقوفون الستّة بأنّ خليتهم تحمل فكراً متشدّداً وتؤمن بعقيدة “داعش” الارهابي وبدأت نشاطها في حزيران الماضي.
4 – أبرز اماكن اجتماعات الخلية الارهابية، بحسب الاعترافات، كانت تحصل في منطقة عيون السمك (عكار)، شاطئ البحر قبالة منطقة القلمون على المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، احد المقاهي في محلة التبانة في مدينة طرابلس.
5 – عمد افراد الخلية الى شراء اسلحة وذخائر تحسّباً وتحضيراً للمرحلة المقبلة التي كان يتوقع ان يذهب فيها الوضع في لبنان الى فوضى معيشية وامنية نتيجة الانهيار المالي والنقدي والمعيشي.
6- تركيزهم كان على التحضير لاستغلال الفوضى المعيشية والامنية في لبنان، واستغلال حالات الفقر المدقع، لا سيما في المناطق المكتظّة والمعدومة في طرابلس والشمال لتجنيد العدد الاكبر من الاشخاص بكلفة مالية زهيدة، قياساً الى الوضع المتردّي واقناعهم بفكر “داعش” الارهابي للسيطرة في ساعة صفر يتمّ تحديدها، على منطقة الشمال في اقرب فرصة تشهد انهياراً شاملاً.
7 – إعتمد افراد الخلية على التمويل الذاتي من مصادر مختلفة، ويتمّ التدقيق في مصادر التمويل وعبر اي وسائل كان يتمّ ذلك.
8 – إعترف افراد الخلية باغتيال المغدور احمد مراد.
كما تمّ توقيف احد المهرّبين الذي هرّب احد افراد المجموعة الى خارج الاراضي اللبنانية، كما يتم رصد باقي المتورطين ومتابعتهم، واللافت ان جميع الموقوفين من الجنسية اللبنانية، وهذا مؤشر خطير، اذ في الغالب تكون الخلايا الارهابية مختلطة ومن جنسيات مختلفة، وهذا الامر محل دراسة ومتابعة.
وتشير المعلومات المتوافرة الى ان سبب اغتيال احمد مراد، يعود الى كونهم يكنّون له الكره الشديد لانه ساهم في توقيف العدد الاكبر من الارهابيين والمتطرّفين طيلة خدمته العسكرية. ومعظم الموقوفين كانوا في السجن سابقاً لارتباطهم بتنظيمات ارهابية، واتفقوا على الاستعداد لأي حدث امني من خلال شراء اسلحة حربية من تجارة المخدرات وحتى الاسلحة.
من هما ابرز شخصين من الموقوفين؟
- الاول هو من قتل مراد واسمه (ر.ح) الملقب بـ”ابو الزبير” مواليد 1993 وهو الامير الشرعي للمجموعة، وكان في السجن وخرج منه في العام 2017 بحيث عمد الى التعمّق في دراسة الشريعة، ودوره اساسي في التعبئة وجلب المناصرين تمهيداً لتجنيدهم.
- الثاني هو المسؤول العملياتي (ع.م) والده وشقيقه ارهابيان سابقان، ومهمّته التنفيذ عبر شراء الاسلحة الحربية والاستعداد لأي طارئ امني.