أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لصحيفة “الأهرام المصرية” على “أنني لم أتخلَ عن دعم سعد الحريري، ولكن الظروف كانت غير مناسبة على الإطلاق لتولي سعد الحريري رئاسة الحكومة وكان من الممكن أن تكون نهاية له هذا اعتقادنا وحساباتنا. كنّا وما زلنا بحاجه إلى تغيير كبير في لبنان حيث لا يمكننا ان نستكمل المسيرة بنفس الطريقة ونفس الأشخاص في السنوات العشر الأخيرة، مجموعة عوامل أدت إلى ذلك”.
وفي شأن إن كان تجاوز الحريري يعتبر ظلماً للطائفة السنية بشكل أو بأخر، شدد على أن “صراحة، كان متيسراً أن يقوم تيار المستقبل باختيار شخصية على غرار الرئيس حسان دياب لترأس الحكومة وكان الوزير وليد جنبلاط مع هذا الرأي أيضاً، لكنه لم يرشح اسماً لرئاسة الحكومة ولم ير الأمر مناسباً”.
وحول الاحتجاجات الشعبية في المناطق، أعرب جعجع عن أسفه لأن “لبنان يتحرك نحو المجهول. الأزمة تستفحل أكثر فأكثر، وقال: “التظاهرات لم تجر تظاهرات لأن أجواء الترهيب التي قام بها جماعة “8 آذار” قبل يوم السبت 6 حزيران منعت قيامها، فاقتضى الأمر على أفراد قليلون من هنا وهناك ومن بينهم أفراداً لا علاقة لهم بالحراك الأساسي لكن لديهم أجندات سياسيّة مختلفة. هنا استفاد جماعة “8 آذار” من هذا الأمر ونزلوا بدورهم إلى الشارع بشعارات سياسيّة وللأسف طائفيّة وأمعنوا في بيروت خراباً وفساداً”.
ورأى جعجع أن “الأزمة بشقها الديني قد تم تجاوزها لأن ما حصل مرفوض من الجميع. المهم على هذا الصعيد أن يضبط “حزب الله” وحلفاؤه جمهورهم ولا يتركوه يلجأ تارةّ إلى العنف اللفظي وطوراً إلى العنف المادي حيناً في بيروت وحيناً آخر على مشارف منطقة عين الرمانة”، مشددا على أن “موقفنا من سلاح “حزب الله” معروف. وهذا السلاح منذ عام 2000 كان لابد وأن يكون في يد الجيش اللبناني فقط لا غير، ولكنه استمر ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الوضع الاقتصادي المعيشي الرديء الذى نعيشه في الوقت الحاضر. ولكن خروج هذه المظاهرات في الوقت الحالي يضر بالمصلحة الوطنية إذا خرجت المظاهرات عن عنوانها الرئيسي وهو الحديث عن تردي الوضع الاقتصادي و المعيشي فهذا هو الهم الحقيقي الذي يضغط على الناس”.
وأكد أنه “يجب أن تحصر المظاهرات الآن في الأوضاع الاقتصادية المعيشية المتردية”، مشيرا الى أنه لا يدعو الى “حراك لإسقاط العهد ولكني لو كنت أنا في المكان الحالي أتقدم باستقالتي”، معربا عن أسفه لأن “هذه الثقافة غير موجودة في عالمنا العربي ولكنها موجودة في أماكن أخرى في العالم”.
ولفت الى أن “حزب الله” بحد ذاته أقلية في لبنان من حيث التمثيل النيابي ومن حيث الحجم السياسي. في مجلس النواب الحالي لـ”حزب الله” 13 نائباً من أصل 128. وبالتالي فإن “حزب الله” بحاجة دائمة لقائمة عريضة من الحلفاء ليستطيع البقاء كما هو وتنفيذ مشروعه في منطقة الشرق الأوسط. وأبرزهم باسيل، وهو مستعد لمساندتهم في السراء والضراء”، مشيرا الى أن “قوة باسيل تأتي من جهة من “حزب الله”، ومن جهة أخرى كون العماد عون رئيساً للجمهورية مع كل صلاحيات رئيس الجمهورية المتفق عليها في “اتفاق الطائف”، فمن هنا تأتي القوة”.
وعن توقعاته لمستقبل الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، قال جعجع: “للأسف لا أراه زاهري مع أننا عقدنا أمالاً بأن تنجح هذه الحكومة انطلاقاً من حاجة لبنان العميقة لنجاح ما، ولكن بعد ممارسة الثلاثة أشهر الأخيرة تبين أن من يمسك فعلاً بقرار الحكومة هم أحزاب السلطة، وبالتالي بقيت الأمور على حالها بل ذهبت من سيء إلى أسوء. بالرغم من أن هذه الحكومة تضم بعض الشخصيات المحترمة. ولكن طالما أن القرار عند أحزاب السلطة فالنتيجة ستبقى ذاتها الموجودة من ستة أشهر أو سنة أو اثنتين”، مؤكدا أن “ملف “كورونا” تجربة ناجحة ووزارة الصحة اللبنانية بذلت جهوداً كبيرة في التصدي لجائحة “كورونا”. ولكن لا أدري بأي نسبة يعود الفضل في النجاح لطبيعة الشعب اللبناني؟”.
وتوقع أن “يشهد لبنان انتخابات نيابية في المدى المنظور. وبأسوأ الأحوال يجب أن تجري الانتخابات في موعدها بعد سنتين”، معلنا “أننا سنحارب التمديد إلى آخر لحظة ولسنا مع أي تمديد ومن الأفضل أن تجري انتخابات مبكرة ومن الأسوأ أن تجري الانتخابات في موعدها بعد عامين ونتمنى أن تحصل قبل”.
وحول ما إذا قام هو بالكشف عن سرية حساباته في المصارف، قال جعجع: “لا أملك حسابات في البنوك وليس لي رصيد”، وردا على سؤال “كيف تعيش؟”، قال: “ربك بدبر”.