بين قضية الحريري وقضية المرفأ… ما الذي تبدّل وأزعج “حزب الله”؟!

انضم إلى مجموعاتنا الإخبارية عبر واتساب

نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقال رأي للبروفسيور إيال زيسر، يرى فيه أنّ “مشاكل “حزب الله” لن تصرف انتباهه عن اسرائيل”، معتبراً أن “حزب الله” لا يشعر عادة بالانزعاج من السلطات القضائية في لبنان والدليل أنه “قبل بضعة أعوام، قضت محكمة دولية بأن الحزب وراء اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في العام 2005، لكن “حزب الله” تجاهل الحكم ولم يحدث شيء، فما الذي تغير الآن؟”.

ويقول زيسر: “لم تكن المعارك بالأسلحة النارية في الشوارع بين الميليشيات المتناحرة، في لبنان المجاور، غير عادية. لبنان دولة “فاشلة”، والحكومة التي تم تشكيلها أخيراً – لا تتمتع بالنفوذ والسيطرة على الوضع والتأثير على أولئك الذين يتبعون ويعملون مع “حزب الله”. بعد كل شيء، السياسيون اللبنانيون، بمن فيهم الوزراء، هم من يقودون الميليشيات المحتدمة في الشوارع. إن الافتقار إلى العمل الحكومي يخدم مصالح الطبقة السياسية والتجارية، لذلك لا توجد فرصة للعمل بجدية لتغيير هذا الواقع”.

ويضيف: “مع ذلك، كانت المعارك في وسط العاصمة بيروت غير عادية أبداً، حتى من الناحية اللبنانية. ليس بالضرورة بسبب استخدام المدافع الرشاشة وقاذفات القنابل الصاروخية، ولكن لأن النيران كانت موجهة إلى “حزب الله” – القوة السياسية والعسكرية الأهم والأكثر نفوذاً في البلاد اليوم”.

يتابع زيسر: “يبدو أن “حزب الله” قلق من أن القاضي في ملف إنفجار مرفأ بيروت العام الماضي طارق بيطار، سيوجه أصابع الاتهام إلى الحزب بخصوص الإنفجار، لا سيما في ما يتعلق بحقيقة أنه قيل في الماضي إن الحزب اشترى نترات الأمونيوم التي تسببت في الانفجار من الحرس الثوري الإيراني، وسمح بوضع أجزاء من الميناء للخضوع للسيطرة الإيرانية”.

ويلاحظ أنه “في العادة، لا يشعر “حزب الله” بالانزعاج من السلطات القضائية في لبنان. قبل بضع سنوات، قضت محكمة دولية بأن “حزب الله” يقف وراء اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري في العام 2005. تجاهل الحزب الحكم ولم يحدث شيء. لكن الوضع الحالي في لبنان أكثر خطورة بكثير”.

ويقول: “يعاني لبنان من أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في تاريخه. إمدادات المياه والطاقة متقطعة، والوقود في محطات الوقود ينفد، والأدوية تنفد من الصيدليات. وقد أدى ذلك إلى قيام عدد متزايد من اللبنانيين، حتى بين الطائفة الشيعية، برؤية “حزب الله” على أنه مسؤول عن الأزمة وليس طرفا يمكنه المساعدة في حلها”.

ويشير الى أن “عامل الخوف الذي زرعه حزب الله قد تحطم”.

ويضيف: “ومع ذلك، فإن الأجواء في لبنان ليست هي عينها التي كانت عليها عشية الحرب الأهلية قبل نحو 50 عاما. لا أحد مهتم بالحرب ولا أحد قادر على شن مواجهة عسكرية ضد “حزب الله”. معظم المسيحيين في زواج مصلحة مع الحزب، في حين أن السنة يفتقرون إلى القوة العسكرية والقيادة، والرغبة في خوض المعركة خصوصاً”.

ويلفت زيسر الى أن “حزب الله” لا يزال “يحتاج إلى الشرعية والدعم الشعبي. ومع ذلك، وكما أثبتت الانتخابات العراقية تتزايد انتقادات أولئك الذين يضعون ثقتهم في طهران”.

ويختم بالقول: “إن “حزب الله” في ورطة، لكن هذا لن يصرف انتباهه عن اسرائيل، كما في السابق، فإن “حزب الله” ليس معني بالمواجهة، لكنه مصمم على الحفاظ على معادلة الردع وعدم السماح لإسرائيل باستغلال ضعفه”.

للإطلاع على التقرير بنسخته الأصليّة – إضغط هنا

Ad imageAd image